الأمل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأمل

الدراسات الإجتماعية


    الحضارة المصرية

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 65
    تاريخ التسجيل : 11/04/2010

    الحضارة المصرية Empty الحضارة المصرية

    مُساهمة  Admin الأحد مايو 02, 2010 9:24 am

    مصــر، تاريخ. مصر دولة عربية تقع في الركن الشمالي الشرقي من إفريقيا، ويحدها البحر الأحمر من الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من الشمال، والصحراء الليبية من الغرب، والسودان من الجنوب. أما نهر النيل فهو أهم مصدر للحياة في مصر.
    تُقسم مصر جغرافيا إلى إقليمين يعرفان بمصر العليا (المسمى بصعيد مصر) ومصر السفلى (شريط الدلتا)، وكلاهما يمتد على النيل تاركًا الصحراء على جانبي الوادي خالية إلا من آثار قديمة وشحيحة للحياة حول الواحات والبحيرات الجافة.
    تمتد مصر العليا من الشلال الأول إلى حدود الدلتا. وهنا يجري النيل وسط أرض صحراوية يحده شريط ضيق من الأراضي الزراعية التي يجرفها النيل من الهضبة الأثيوبية ويرسبها على ضفافه، وهي الأرض التي شكلت المرتكز الرئيسي للزراعة لآلاف السنين. وتسيطر مصر السفلى على منطقة الدلتا حيث يتفرع النيل إلى مجريين رئيسيين ومجارٍ فرعية تصب في البحر الأبيض المتوسط أو تذوي في الدلتا حيث يوجد ثلثا الأراضي القابلة للزراعة في مصر كلها. إلى جانب ذلك، استخدم النيل وسيلة اتصال تربط بين أجزاء البلاد، فعمل على ربط المجموعات السكانية حوله بعضها ببعض، كما ساعد على نقل السلع وازدهار التجارة الداخلية. وحين كان تيار النهر يساعد السفن الشراعية في غدوها شمالاً، كانت الرياح الموسمية الشمالية تدفعها في رواحها جنوبًا. ولقد ساعد ذلك على إيجاد تكيُّف بيئي متجانس تفاعل فيه عطاء البيئة وإبداع الإنسان فأنتج إحدى أهم حضارات البشرية.
    يمكن تقسيم مسيرة الحضارة البشرية في مصر إلى حقبتين رئيسيتين: حقبة ما قبل التاريخ، والحقبة التاريخية، ويفصل بينهما ظهور الكتابة. وتقسم حقبة ما قبل التاريخ بدورها في مصر إلى حقب فرعية هي: العصر الحجري القديم (بأقسامه الثلاثة: الأسفل والأوسط والأعلى) والعصر الحجري الحديث، ثم العصر الحجري المعدني أو ما يعرف بفترة ما قبل الأسر. أما الحقبة التاريخية فتقسم إلى عدة فترات تبدأ بالفترة الفرعونية التي تشمل الفترة القديمة ثم المملكة القديمة والوسطى والحديثة، ويتخلل هذه فترات اضمحلال حضاري وسياسي. ثم تأتي الفترة المتأخرة التي تنتهي بغزو الإسكندر المقدوني للشرق، والتي تبدأ بها الفترة الكلاسيكية بشقيها البطلمي نسبة إلى بطليموس، والروماني.
    ومع بداية الفتح الإسلامي لإفريقيا، تدخل مصر عصرها الإسلامي فتبقى جزءًا من الدولة الأموية ومن بعدها الدولة العباسية في أدوارها الأولى. ثم تتعاقب عليها دويلات مستقلة في العصر الطولوني والإخشيدي والفاطمي والأيوبي والمملوكي والعثماني. وتدخل ضمن غيرها من بلدان الشرق الأدنى تحت سيطرة الاستعمار الأوروبي لتخرج منه في تاريخها المعاصر.

    ما قبل التاريخ



    العصر الحجري القديم. بحكم أن تاريخ أقدم وجود للإنسان والحضارة معروف لدينا يقارب ثلاثة ملايين من السنين في الأجزاء الشرقية من إفريقيا، فإن الموقع الذي تحتله مصر في الركن الشمالي الشرقي من تلك القارة يضعها في مصافّ المناطق التي شهدت وجودًا بشريًا وحضاريًا مبكرًا. كذلك، فإن أقدم الأدلة الحضارية من شرقي البحر الأبيض المتوسط تصل إلى نحو مليوني سنة خلت. ويعبر مصر الطريق البريّ الوحيد الذي يربط إفريقيا بشرقي البحر الأبيض المتوسط، وإن لم يكن من المستحيل بالطبع أن يقطع الإنسان الممر المائي عبر باب المندب في جنوب شبه الجزيرة العربية.
    وأغلب الظن أن مصر قد عرفت الإنسان والحضارة منذ زمن يزيد على المليون سنة. قد تم العثور على مواقع من الحقبة الأشولية التي تمثل المرحلة الثانية من العصر الحجري القديم الأسفل. يعود تاريخ الحضارات الأشولية في شرق إفريقيا إلى نحو 1,5 مليون سنة. وفي مصر انتشرت تلك المواقع على مقربة من مجرى النيل وفي الواحات الصحراوية. وليس بغائب أن الصحراء في ذلك الحين كانت تتمتع ببيئة غنية بمواردها النباتية والحيوانية بحكم وفرة المياه فيها. شكلت الفؤوس الحجرية الأشولية السمة الحضارية المميزة لتلك الفترة وقد شملت فؤوسًا وسواطير ومكاشط وشظايا شملت مراحل التطور الأشولي الثلاث الأسفل والأوسط والأعلى. وقد ارتكز اقتصاد تلك الجماعات على صيد الحيوانات البرية والأسماك وجمع الحبوب والنباتات والفاكهة البرية.
    وفي العصر الحجري القديم الأوسط الذي ساد منذ نحو 100 ألف سنة وحتى 35 ألف سنة من وقتنا الحالي، عرفت مصر فيما يبدو ثلاث حضارات تميزها عن بعضها تقنية ونوع الأدوات الحجرية المستعملة فيها. ولاندري إن كان للفوارق الزمنية بينها أو الاختلاف الإقليمي دور في هذا الاختلاف. وقد عثر على مواقع هذه الحضارات في منطقة الواحات وفي جنوب مصر ووسطها. ويبدو أن كثرة المستنقعات في الدلتا في تلك الفترات جعلت منها منطقة غير مناسبة لجماعات الصيادين وجامعي القوت. أما الحضارات فهي: أ- الموستيرية التقليدية، وقد تميزت إلى جانب وجود الأدوات الحجرية الموستيرية بوجود فؤوس حجرية. وفي مراحلها المتأخرة ظهرت أنواع من الأدوات التي سادت في العصر الحجري القديم الأعلى مثل المكاشط الرأسية والمخارز والمناقيش. ب- الموستيرية المنجلية، التي تميزت بارتفاع نسبة المناجل الحجرية فيها. ج- السانقوانية، والتي تكثر فيها المكاشط الجانبية والأدوات ذات الوجهين والشظايا المسننة وإن غابت عنها الخناجر والمحافير السانقوانية.
    ومنذ نحو 25 ألف سنة خلت سادت حضارات العصر الحجري القديم الأعلى. وقد تميزت هذه الحضارات في مصر بارتفاع نسبة المناقيش والمناجل. وقد توزعت مواقع شعوب هذه الحضارات في جنوب مصر ووسطها معتمدين على الصيد البري وصيد الأسماك أحيانًا وعلى الجمع. ويبدو أن فترات جفاف قد سادت خلال النصف الثاني من هذه الحقبة قادت الإنسان والحيوان إلى العيش حول النيل بعد أن جفت الواحات والأودية في الصحاري. وقد وجدت في مواقعهم أدوات حجرية شملت شظايا وشفرات قزمية (لايزيد طول الواحدة عن 3سم). ولا يعرف ما إذا كان حجم المادة الخام (حصى المرو الصغير) أم الحاجة إلى أدوات صغيرة الحجم، هو الذي حكم تلك الظاهرة. وفي نهاية هذه المرحلة كثّف الإنسان مواقعه على ضفاف النيل وأظهر تباينًا واضحًا في طرق تكيّفه.

    العصر الحجري الحديث. شمل العصر الحجري الحديث خصائص حضارية تمثلت في صقل الأدوات الحجرية وصناعة الفخار (الخزف) واستئناس الحيوان وممارسة الزراعة. وعلى الرغم من أن هذه السمات لم تظهر في مكان واحد أو زمان واحد إلا أنها مثلت في مجملها قفزة حضارية كبرى، وكان لها آثار بعيدة المدى على مسيرة الحضارة البشرية. وقد عرفت مناطق شرقي البحر الأبيض المتوسط استئناس الحيوان وممارسة الزراعة منذ الألف الثامن قبل الميلاد.
    سادت ثقافات العصر الحجري الحديث في مصر خلال الفترة من الألف السابع إلى الخامس قبل الميلاد. وقد تباينت الأشياء التي عثر عليها. ويبدو أن ذلك التباين يعود إلى طبيعة تكيّف المجتمعات البشرية على مختلف البيئات من ناحية (النيلية والصحراوية) وإلى الفوارق الزمنية بين تلك الحضارات من ناحية أخرى. وقد جاءت المعرفة بتلك الحضارات من عدة مواقع في مصر من بينها مرمدة بني سلامة في الدلتا، والفيوم غرب النيل في وسط مصر، وحول الواحات الجافة في أطراف الصحراء الغربية، وفي النوبة المصرية. كان بعض هذه المواقع قرى دائمة كبيرة الحجم بينما كان بعضها الآخر مستوطنات موسمية صغيرة إلى متوسطة المساحة. وقد اعتمد السكان في غذائهم على صيد الحيوانات البرية وصيد الأسماك وجمع النباتات والفاكهة البرية وزرعوا القمح والشعير وربوا الضأن والماعز.
    استعملت هذه الجماعات أنواعًا جيدة الصنع والحرق من الفخار. وقد تنوعت الأشكال والأحجام فشملت أواني الطهي والجرار والأكواب، وقد حمل بعضها زخارف جيدة على أسطحها الخارجية تراوحت بين الخطوط الغائرة المموجة والمستقيمة والأشكال الهندسية. أما أدواتهم الحجرية فقد حوت أدوات صغيرة مصنعة على شظايا قزمية وأخرى على شظايا كبيرة؛ كما شملت فؤوسًا مصقولة ورؤوس سهام وحرابًا وأدوات صيد صنعت من مواد عضوية. ومثلت الفنون جانبًا من حضارتهم حيث صنعوا دُمى من مختلف أنواع المادة الخام شكلوها في هيئات بشرية وحيوانية. ومارسوا بعض الطقوس الجنائزية فدفنوا موتاهم في داخل المستوطن وتحت أرضيات البيوت حيث يوضع الجثمان في شكل قرفصائي ويلف أحيانًا بالجلد أو الحصير وتوضع إلى جانبه بعض القرابين من أوانٍ فخارية وأدوات خاصة.

    ما قبل الأُسر. قادت ثورة إنتاج الغذاء التي عرفها العصر الحجري الحديث إلى ازدهار القرى الزراعية، إذ أخذ بعضها يتطور ويتسع ويتحول إلى مراكز تقام فيها الأسواق وتبادل السلع من منتجات زراعية ومصنوعات، لمجموعة القرى الصغيرة من حولها. ثم ما لبثت بعض هذه القرى، أن تحولت إلى مشيخات فرضت على ما حولها سلطة إدارية وسياسية. وبالتالي تولدت وحدة إقليمية.
    عُرفت في مصر خلال هذه الفترة ثلاث مراحل حضارية متعاقبة هي:
    أ- حضارة البداري: وقد تركزت في صعيد مصر حيث استقر أهلها في قرى زراعية على مقربة من النيل معتمدين على زراعة القمح والشعير وتربية الضأن والماعز إلى جانب صيد الأسماك والطيور. وقد عرفت حضارتهم بفخار رفيع البناء جيد الصقل ومزخرف بأشكال نباتية. أما أدواتهم فشملت رؤوس سهام ومناجل حجرية إلى جانب صنانير من المواد العضوية. واقتصر استعمال النحاس على أدوات الزينة التي حوت أيضًا خرزًا وأساور من العظام والأصداف. وصنعوا دمى طينية نسائية. ب- نقادة 1: خلفت حضارة البداري في صعيد مصر. وقد عرفت من مدافن ومواقع استيطان، وسادت خلال الفترة الممتدة بين 3800 - 3600ق.م. اشتملت أدواتهم على سكاكين حجرية مصقولة ومقاليع حجرية. وزاد استعمال النحاس ليشمل الدبابيس والمخارز. أما الفخار فقد كان جيد الصنع ومزخرفًا بخطوط وأشكال هندسية بيضاء. وعثر على الكثير من الدمى التي تحمل أشكالاً آدمية. ج- نقادة 2: تنتشر مواقعها في الصعيد وفي الوجه البحري، حيث أقام السكان في أكواخ بسيطة من الطين والقش وصنعوا فخارًا يختلف عما عرفه أسلافهم إذ صُنِّع على هيئات حيوانية وحوى زخارف حيوانية ونباتية. أما الأدوات الحجرية فشملت سكاكين ذات مقابض عاجية وشاع استعمال النحاس.
    وبنهاية هذه الفترة، فيما يبدو، أفضت التطورات الحضارية إلى سيادة بعض القرى إداريًا على المناطق حولها، وسادت مشيخات يحظى بعضها بسلطات ونفوذ واسع. واستطاعت إحداها، مع بزوغ فجر التاريخ المصري، أن تفرض هيمنتها على مصر بكاملها.
    مصر الفرعونية



    الفترة المبكرة. عُرفت الكتابة في مصر القديمة في نحو 3100ق.م. وبذلك دخلت مصر في فتراتها التاريخية. ويقول مانيشون الكاهن والمؤرخ المصري الذي عاش في النصف الأول من القرن الثالث قبل الميلاد (285ق.م) إن مصر القديمة حكمتها إحدى وثلاثون أسرة. وتبدأ الحقبة التاريخية في مصر بما يعرف بالفترة المبكرة التي تمثلها الأسر المصرية الأولى والثانية، وتبدأ هذه الفترة مع بداية الألف الرابع قبل الميلاد وتنتهي في نحو 2686ق.م.
    شهدت الفترة المبكرة توحيد وجهي مصر القبلي والبحري في دولة واحدة، وقامت بذلك أول دولة كبرى في التاريخ، تجاوزت حدود دويلات المدن التي عرفها وادي الرافدين تحت حكم السومريين. كان الملك نارمر (مينا) هو المسؤول، كما يعتقد، عن هذا التوحيد السياسي. وقد أقام عاصمة لمصر الموجودة في منف (ممفيس) حكم منها دولته، وبقيت عاصمة لمصر من بعده حتى نقلت العاصمة إلى طيبة في عهد أمنحوتب في الأسرة الحادية عشرة، حوالي القرن العشرين قبل الميلاد. ونجح مينا في إقامة سلطة مركزية قوية، مركزًا السلطات في شخصه الذي أصبح يحظى بقبول العامة له. في هذه الفترة كان بتاح هو المعبود الأول وقد شيدت له المعابد في العاصمة والأقاليم.

    المملكة القديمة. استمر حكم المملكة القديمة في مصر خمسمائة عام تقريبًا بدأت عام 2686ق.م. وانتهت حوالي 2181ق.م. وقد تعاقب على الحكم خلالها أربع أسر بدأت بالأسرة المصرية الثالثة التي أسسها الملك زوسر ومن بعده سانخت وونبكا وحوني، وإن كان لا يعرف عنهم الكثير. بنى زوسر أول هرم مصري وهو الهرم المدرج الذي بناه لنفسه والذي يقف اليوم في سقارة (قرب منف) حوالي عام 2650ق.م. ويقال إن مهندسًا مصريًا يدعى أيمحوتب، أول مهندس معروف في التاريخ، هو الذي قام ببنائه، كما يعتقد أنه بنى أيضًا معبدًا في إدفو. كان الهدف من بناء الهرم حفظ جثمان الملك.
    ترك زوسر لوحًا تذكاريًا في سيناء عن غزوة قام بها هناك لتأديب بدو الصحراء.
    وصلت الأسرة الرابعة إلى الحكم باعتلاء الملك سنفرو للعرش، وقد خلفه خوفو وخفرع ثم منقرع. ولا يعرف لهذه الأسرة نشاطات عسكرية أو فتوحات كبيرة سوى الغزو الذي قام به سنفرو للسودان ولكن يرجع لها الفضل في بناء الأهرامات الضخمة في الجيزة وميدوم ودهشور. وتُعد أهرامات الجيزة إحدى عجائب العالم القديم السبعة. وتقف شاهدًا على روعة الإبداع المعماري والفني المصري القديم. وإلى جانب تلك الأهرامات بنوا معابد لتقام فيها الصلوات والطقوس الجنائزية للملك.
    لم تكن الأسرة الخامسة بقوة سالفتها نفوذًا، إلا أن تطور عبادة المعبود رع وصل قمته في هذه الفترة. ولعل ذلك ما تعكسه أسماء ملوكها التي عادة ما تنتهي باسم رع مثل سامورع ونفرايركارع. تخلى ملوك الأسرة الخامسة عن مركزية السلطة وعينوا حكامًا للأقاليم ومنحوهم بعض السلطات كما مدوا تجارتهم إلى ما وراء الحدود لسد النقص في موارد البلاد.
    أما فترة الأسرة السادسة فقد شهدت سلسلة من غزوات القبائل على مصر. إلا أن يقظة بيبي الأول ومهارته نجحت في تثبيت كيان الدولة. غير أن حكام الأقاليم استغلوا هذا الوضع وركزوا سلطتهم في أقاليمهم. وفي عهد هذه الأسرة أرسلت حملة استكشافية إلى ما وراء الشلال الثاني في السودان بقيادة حرخوف عادت بالكثير من منتجات تلك البلاد إلى البلاط.
    شهدت الفترة المبكرة والمملكة القديمة نهضة في مختلف جوانب الحياة أرست فيها قواعد الدولة، ووطدت مظاهر الإيمان بالبعث، وحياة ما بعد الموت، وظهر الاهتمام بعلم الفلك وتطورت العمارة التي شهدت قمتها في بناء الأهرامات، وشقت الترع والقنوات للري وشهدت الفنون تطورًا في مجال النحت وصناعة الفخار، كما تطورت الصناعة المعدنية وأصبحت للبلاد تجارة عالمية مع فلسطين، وكوش في شمال السودان.

    فترة الاضمحلال الأولى. سادت فترة الاضمحلال الأولى بين الأعوام 2181ق.م. و 2050ق.م. تقريبًا لتغطي فترة الأسر من السابعة إلى العاشرة. وقد ضعفت خلال هذه الفترة سلطة الدولة المركزية، وتعاقب على حكم مصر ملوك ضعاف تحكم فيهم الكهنة وكبار موظفي الدولة، وشهدت نزاعات أدت إلى تفكك أركان الحكم، فاستقل بعض حكام الأقاليم بمناطقهم، وضاعت هيبة السلطة الملكية، وفقد المركز سلطته على الأقاليم، وغزت بعض القبائل البدوية في سيناء وجنوب فلسطين منطقة الدلتا، وأهمل الري فتدهورت الزراعة وعمت الفوضى وحدثت مجاعة وانقسمت البلاد إلى ثلاث ولايات تتنازع السلطان. إحداها تتمركز في طيبة في الصعيد والثانية في هراكلوبولس في الوسط والثالثة في منف في الدلتا. وشهدت الفترة في آخرها صراعًا بين هراكلوبولس وطيبة، انتهت بغلبة طيبة، مما مهد الطريق لدخول مصر في المملكة الوسطى.

    المملكة الوسطى. نجحت الأسرة الحادية عشرة والتي بدأت عهد المملكة الوسطى في إرجاع هيبة الحكم. فقد استطاع الملك أمنحوتب الثاني، بعد جهاد مرير، أن يعيد توحيد مصر ويبسط نفوذ طيبة على باقي أجزاء المملكة ثم جاء أمنحوتب الثالث ليمد نفوذها إلى شمال كوش في شمال السودان.
    وحوالي عام 1991ق.م. اعتلى عرش مصر شخص من خارج الأسرة المالكة اسمه أمنمحات مؤسسًا للأسرة الثانية عشرة وكان حاكمًا قويًا، نقل العاصمة إلى إت تاوي على مقربة من منف. وتعاقب على العرش بعده عدد من خلفائه منهم أمنمحات الثاني والثالث سنوسرت الأول والثاني والثالث، وتبادلوا الاسمين. واستطاع سنوسرت الثالث أن يخضع أجزاء من كوش ويمد حدود مصر الجنوبية إلى سمنة عند الشلال الثالث. وقد شهدت مصر في عهد هذه الأسرة ازدهارًا حضاريًا واستقرارًا سياسيًا، ونهضة اقتصادية ومعمارية وفنية وثقافية وعلاقات تجارية مع الشام وجزر المتوسط وكوش وبوينة (القرن الإفريقي).
    كما برز دور المعبود أوزريس رغم أن أمون كان هو المعبود الأول في المركز الديني في طيبة.
    وقد عمد حكام المملكة الوسطى إلى ممارسة حكم غير مركزي، حيث منحوا الكثير من السلطات لحكام الأقاليم وكبار الموظفين وأصبح الجيش متفرعًا خلافًا لما كان عليه الحال في الفترة السابقة. وبقدر ما كانت هذه التحولات إيجابية في بعض جوانبها، فقد كانت لها جوانب سلبية، إذ تركت لحكام الأقاليم فرصة التمرد على السلطة المركزية متى ما أحسوا بضعف في تلك السلطة.

    فترة الاضمحلال الثانية. (1786-1554ق.م) ضعفت السلطة المركزية للدولة وانقسمت البلاد على نفسها. ومن المعلومات التاريخية القليلة عن هذه الفترة أن أسرتين مصريتين ضعيفتين حكمتا مصر في بادئ الأمر هما الأسرتان الثالثة عشرة والرابعة عشرة، وأن غزاة من جنوب فلسطين غزوا البلاد في هذه الأثناء عرفوا في التاريخ بالهكسوس، جاءوا بعربات تجرها الخيول وبأسلحة ووسائل حربية فاقت ما يملكه المصريون آنذاك، فاستولوا على البلاد مؤسسين أسرتين (الخامسة عشرة والسادسة عشرة) متخذين أفارس في شرقي الدلتا عاصمة لهم. وأثناء حكم الهكسوس نهضت أسرة مصرية صغيرة في طيبة عرفت فيما بعد بالأسرة السابعة عشرة. ولما قويت شوكتها دخلت في صراع مع الهكسوس انتهت بانتصارها على يد ملك اسمه أحمس.

    المملكة الحديثة. في منتصف القرن السادس عشر قبل الميلاد بدأت الأسرة المصرية الثامنة عشرة، وأول ملوكها أحمس، في بعث السلطة المركزية من جديد، ثم لاحقت الهكسوس في الدلتا، وأخضعت مصر بكاملها لسيطرتها. وبذلك بدأ عهد المملكة الحديثة (الأسرتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة) الذي استمر لنحو أربعة قرون تعاقب عليها عدد من الحكام، كانت مصر خلالها قوة عالمية يحسب لها كل حساب. وتحولت إلى إمبراطورية حقيقية، وقد انطلق ملوك الأسرة الثامنة عشرة إلى ما وراء حدود مصر التقليدية بعد أن بنوا جيشًا قويًا غزا به تحتمس الأول بلاد الشام ووصل إلى حدود وادي الرافدين. وفي الجنوب، في كوش، وصل تحتمس الثالث إلى الشلال الخامس. وبذا وصلت مصر إلى أوج اتساعها الجغرافي وازدهارها الحضاري نتيجة ما جاءها من خيرات من مستعمراتها ونفوذها السياسي القوي في الشرق الأدنى القديم وتجارتها الخارجية. وانعكس هذا الثراء في مستوى المعيشة فيها وفي العمران وبخاصة بناء المعابد لآمون رع خاصة، وفي ثراء هذه المعابد وتزايد نفوذ كهنتها.
    ورغم الوضع المميز الذي كانت تحظى به المرأة في البلاد وفي المعبد في مصر القديمة، إلا أن توليها العرش لم يكن أمرًا عاديًا. غير أن حتشبسوت ابنة تحتمس الأول وزوجة الثاني وصلت إلى الحكم حوالي عام 1503ق.م وصية على تحتمس الثالث، ولي العهد، الذي كان دون سن الرشد وقتها. وقد شهدت فترة حكمها نهضة عمرانية كبرى قادها المهندس سنموت.
    وفي النصف الثاني من الأسرة الثامنة عشرة ارتقى أمنحوتب الرابع العرش وقام بثورة دينية كبرى وذلك بأن حول ديانة الدولة من عبادة أوثان متعددة إلى عبادة وثن واحد بإبطال عبادة سائر المعبودات سوى أتون كإله للشمس وتغيير اسمه من أمنحوتب لوجود اسم آمون فيه إلى إخناتون، ومعناه المنتفع بأتون. كما نقل عاصمته إلى مدينة جديدة بناها وسماها أخت آتون، ومعناها أفق آتون قرب تل العمارنة الحالية وذلك هجرًا لطيبة، لما عاناه فيها من صراع مع كهنة آمون. وبذلك بدأ ما يعرف في التاريخ المصري القديم بعصر العمارنة الذي شهد إلى جانب التحول الإداري والديني تحولات فنية وثقافية قادها إخناتون وزوجته الجميلة نفرتيتي.
    غير أن ثورة إخناتون لم تدم طويلاً. فبعد وفاته التي يكتنفها الغموض ومجيء توت عنخ آتون، عاد النفوذ إلى الكهنة على الملكية المصرية وانعكست الثورة الدينية، متمثلة في تغيير هذا الخليفة اسمه إلى توت عنخ آمون، وعادت العاصمة السياسية إلى طيبة مرة أخرى وهجرت أخت أتون. وفي الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين حكمت مصر أسرة الرعامسة، وأمضى رمسيس الثاني من الأسرة التاسعة عشرة، سنوات في حروب الحيثيين في محاولة للحفاظ على مستعمرات مصر في الشام. ورغم أنه لم يفلح تمامًا في هزيمة الحيثيين في معركة قادش عام 1285 ق.م، إلا أنه عقد اتفاقية سلام واتجه إلى العمران حيث شيد معابده في الكرنك وأبوسمبل. ا

    الفترة المتأخرة. في بداية حكم رمسيس الثالث ثاني ملوك الأسرة العشرين غزت قبائل تعرف باسم شعوب البحر مصر من الشرق، فصدهم رمسيس الثالث مثلما صد غزوًا آخر من الغرب بقيادة شخص ليبي. وفي أواخر الأسرة العشرين بدأ سلطان رئيس كهنة آمون في الجنوب يزداد على حساب الملك حتى بلغ أن لقب أحدهم واسمه حريحور بألقاب ملكية دون أن يصبح ملكًا فعليًا.
    ومنذ حوالي عام 1070ق.م، مع بداية عهد الأسر 21-23 ضعفت السلطة السياسية الملكية، وتحولت تدريجيًا إلى كهنة آمون إلى الحد الذي أدخل مصر في فترة ركود سياسي. ونصّب شخص اسمه سمندس نفسه ملكًا بعد أن طغى نفوذه في شمالي مصر وخارجها على نفوذ رمسيس الحادي عشر، آخر ملوك الأسرة العشرين، وبه بدأت الأسرة الحادية والعشرون التي تركزت في الشمال. في هذا الوقت كانت أسرة حريحور، كبيركهنة آمون في طيبة ذات شأن في الصعيد وكان نفوذ العسكريين الليبيين في الجيش آخذًا في النمو حتى استطاع أحدهم ويُدعى ششنق تأسيس الأسرة الثانية والعشرين، وتبعتها الأسرة الثالثة والعشرون الليبية أيضًا، التي تفككت الدولة على أيامها وفقدت نفوذها على الأقاليم. وبقى الليبيون حكامًا على الشمال بينما كان كهنة آمون مهيمنين على الجنوب.
    وفي بداية القرن الثامن قبل الميلاد، وفدت أسرة كوشية من السودان عُرفت بالأسرة الخامسة والعشرين، غزت صعيد مصر في أيام مؤسسها كوشتو، ثم ضمت إليها جزءًا كبيرًا من الدلتا بعد صراع مع تافنخت حاكم سايس المصري، مؤسس الأسرة الرابعة والعشرين. ولما بسط الكوشيون سيادتهم على مصر وحكموها عرفوا بالأسرة الخامسة والعشرين، وصاروا حكامًا على مصر وكوش من مصر نفسها بدلاً من عاصمتهم الكوشية نبتا (نبتة). واتخذوا منف العتيقة عاصمة لهم. وتميزت فترتهم بعمران في مصر وكوش القديمة. ودخلوا في صراع مع الأشوريين في فلسطين غير أنهم انهزموا أخيرًا أمام الأشوريين وتراجعوا جنوبًا إلى موطنهم كوش مما أفسح المجال لظهور الأسرة السادسة والعشرين.
    عاد حفدة تافنخت لعرش مصر بمساندة من الأشوريين وأسسوا الأسرة السادسة والعشرين ابتداءً بتحاو الأول. وفي ذلك الوقت كان الفرس قد خلفوا الأشوريين في السيادة على الشرق الأدنى. ولم يخل حكم الأسرة السادسة والعشرين من مشكلات تمثلت في ثورات في الصعيد وتذمر المصريين بسبب اعتماد الأسرة الحاكمة على المرتزقة الإغريق في الجيش والتهديدات الفارسية التي انتهت بفتح مصر في 525ق.م. على يد قمبيز. وتميزت الأسرة السادسة والعشرون بأنها واصلت البعث الحضاري في مصر وارتقت به. وعبثًا حاولت الأسر المصرية المتأخرة والمتعاقبة التخلص من القبضة الفارسية، إلا أنها لم تفلح حتى كان غزو الإسكندر المقدوني لمصر.

    مصر البطلمية


    وفد الإسكندر إلى مصر عام 332ق.م. بعد استسلام الوالي الفارسي، ومن ثم ضمت مصر حتى
    حتى الشلال الأول إلى الدولة المقدونية. زار الإسكندر المعابد المصرية وأخذ يرسي دعائم حكمه ووضع أساس مدينة الإسكندرية عاصمة لمصر وعين ولاة مصريين لحكم الوجهين البحري والقبلي، ثم غادر مصر إلى العراق وفارس والهند مكتسحًا الحاميات الفارسية هناك. إلا أن موته المبكر عام 323ق.م، قاد إلى تقسيم إمبراطوريته على قادة الجيش وكانت مصر من نصيب بطليموس الذي عمل منذ بداية عهده على الاستقلال التام بمصر وتثبيت حكمه فيها وبسط نفوذه على المناطق حولها لتأمين وضعه من أي اعتداءات خارجية. وفي عهد بطليموس الثالث بلغت مصر أوج اتساعها لتمتد من فلسطين إلى برقة ومن قبرص إلى الشلال الأول. وأصبحت لها علاقات تجارية مع شرق إفريقيا. وخاض بطليموس الرابع حربًا مع انطيوخوس ملك سوريا وبابل انهزم فيها انطيوخوس في معركة رفح عام 217ق.م. إلا أن البطالمة سرعان ما فقدوا مستعمراتهم في الشام للرومان بعد أن خرج الرومان منتصرين في الحرب البونية وقضوا على قرطاجنة عام 202ق.م. وفي عهد بطليموس الثامن، وفي بداية القرن الثامن ق.م، كانت دولة البطالمة في مصر قد فقدت أراضيها خارج مصر كما كانت سلطتها الداخلية قد تفككت وتنازع أبناء الأسرة الحاكمة فيما بينهم. وكانت مصر منذ بطليموس الرابع تعيش ثورة داخلية تمركزت حول طيبة بدعم من ملوك كوش في الجنوب.
    أجرى البطالمة الكثير من التعديلات على نظم الحكم في مصر فرفعوا الملوك إلى مراتب الآلهة حيث فرضوا عبادتهم، وجمعوا السلطات في أيديهم. وكان نائب الملك هو المسؤول عن الشؤون المالية. وقسموا البلاد إلى ولايات لكل منها حاكم وعليها قائد عسكري يشرف على الأمور العسكرية فيها. كذلك قسموا كل ولاية إلى عدة أقاليم عليها أمراء. أما المدن التي تسكنها أغلبية إغريقية فكانت تحكم بمجالس خاصة بها. وفي بداية عهدهم عملوا على تنمية الموارد الاقتصادية بتطوير الزراعة والصناعة وفرض الضرائب والرسوم الجمركية
    مصر القديمة كانت مهدًا لواحدة من أولى حضارات العالم. وقامت هذه الحضارة المتقدّمة منذ نحو 5,000 سنة مضت على ضفاف وادي النيل في شمال شرقي إفريقيا. وقد عاشت هذه الحضارة لأكثر من ألفي سنة، وبهذا أصبحت أطول حضارة مُعمِّرة في التاريخ.

    كان نهر النيل شريان الحياة لمصر القديمة، يفيض في كل سنة، وتترسّب شريحة من التربة الغنية السوداء على امتداد ضفتيه. وقد ساعدت التربة الغنية المزارعين في تنمية إمداد غذائي ضخم. وأطلق قدماء المصريين على بلدهم كيميت، وتعني الأرض السوداء تيمّنًا بتلك التربة الداكنة. وفّر النيل كذلك المياه للري، كما كان الطريق الرئيسي للنقل في مصر. لهذه الأسباب مجتمعة أطلق المؤرّخ اليوناني هيرودوت على مصر هبة النيل.
    قدم المصريّون القدماء مُساهمة بارزة في تطور الحضارة، فقد كوّنوا أوّل سلطة مركزية في العالم، وابتدعوا الأشكال الأساسية للرياضيات، إضافة لتقويم سنوي من 365 يومًا. واخترعوا شكلاً للكتابة بالصور يُسمى الهيروغليفية كما اخترعوا أيضًا ورق البردي وهو مادّة كورق الكتابة، مصنوعة من سيقان نبات البردي. وكانت ديانة المصريّين من أقدم الأديان التي أكدت على الاعتقاد بالحياة بعد الموت. وبنوا مُدنًا عظيمة عمل فيها عدد من المهندسين والمعماريين والأطباء والنحّاتين والرسامين المهرة.
    ومن أشهـر مُنجزات المصريين القدماء الأهرامات التي بنوها مقابرً لحـكامهم. وتقع أكثر الأهرامـات شهرة في الجيـزة. مثلت هذه الأبنيـة الحجريـة الضخمة، قمة قدراتهم في الهنـدسة المعـمارية، بقيـت متماسكة بفعل المناخ الجاف لنحو 4,500 سنة، وهـي باقية كمؤشّرات مُدهشة لتطور مصر القديمة. ا

    العالم المصري




    السطح. مصر القديمة أرض طويلة وضيقة يَخْترقُها نهر النيل. وتحدّها الصحارى من الشرق والجنوب والغرب، ويقع البحر الأبيض المتوسط إلى الشمال. يجري النيل شمالاً من أواسط إفريقيا عبر الصحراء المصرية ليصب في البحر الأبيض المتوسط. أطلق المصريّون على الصحراء اسم دشرت وتعني الأرض الحمراء. يبلغ مجرى النهر في مصر حوالي 1,000كم، ويتفرّع النهر لعدة قنوات شمال القاهرة الحالية ليكوِّن دلتا النيل. وتنبسط الأرض الصحراوية في غرب وادي النيل كما تبرز الجبال في الجهة الشرقية.

    يغمر نهر النيل ضفتيه كل عام بالمياه. يبدأ الفيضان في يوليو عندما يبدأ موسم الأمطار في أواسط إفريقيا، وترفع الأمطار مستوى النهر أثناء تدفقه شمالاً. وتنخفض مياه الفيضان عادة في سبتمبر تاركة وراءها شريحة خصبة من الأرض متوسط عرضها نحو 10كم على كلتا ضفتي النهر. وبعد ذلك يزرع الفلاحون هذه الأرض الغنية. واعتمد المصريون كذلك على نهر النيل طريقًا رئيسيًا للنقل. تطوّرت ممفيس وطيبة ـ أهم عاصمتين لمصر القديمة ـ وغيرهما من المدن على طول النهر لأهميته في الزراعة والنقل.

    السكان. عاش معظم الناس في مصر القديمة في وادي نهر النيل، وتراوح عددهم مابين مليون وأربعة ملايين تقريبًا في أوقات مختلفة خلال تاريخ مصر القديمة. وعاش بقية السكان في الدلتا والواحات الواقعة غربي النهر.
    كان المصريّون ذوي بشرة سمراء وشعر داكن، وتحدّثوا بلغة ذات صلة باللغات السامية في جنوب غربي آسيا وببعض لغات شمال إفريقيا في الوقت نفسه. وكُتبت اللغة المصرية بالهيروغليفية، وهي نظام صور ترمز للأفكار والأصوات. وقد بدأ المصريّون يستخدمون هذا النظام نحو سنة 3000ق.م. وهو يشتمل على أكثر من 700 رمزٍ تصويريٍّ. واستخدم المصريّون الهيروغليفية للكتابة بها على المعابد والمباني، وليسجّلوا المخطوطات الرسمية على الحجارة. أما الاستعمال اليومي فطوروا له شكلين بسيطين من الهيروغليفية يُسميان الهيراطي والديموطي.
    عرفت مصر القديمة ثلاث طبقات اجتماعية، العُليا والوُسطى والدُّنيا. تكونت الطبقة العليا من العائلة المالكة والأثرياء وموظفي الحكومة وكبار الكهنة وضُباط الجيش ثمّ الأطباء. والطبقة الوسطى تكونت من التجار والصنّاع والحرفيين. أما الطبقة الدُّنيا، وهي أكبر الطبقات، فقد تكونت من العمال غير المهرة الذين عمل معظمهم في المزارع. أما السجناء الذين كان يتمّ أسرهم خلال الحروب الخارجية فقد كونوا طبقة الرقيق.
    لم يكن النظام الاجتماعي في مصر القديمة جامدًا، إذ كان من الممكن أن يصعد من الطبقة الدنيا أو الوسطى إلى مرتبة أعلى، وكان يمكن للفرد أن ينتقل إلى مرتبة أعلى عن طريق الزواج، أو النجاح في عمله. وحتى العبيد كان لهم حقوق معروفة؛ إذ كان يحق لهم أن يقتنوا الأشياء الخاصة بهم، ويتزوجوا ويتوارثوا الأرض، كما كان في إمكانهم أن ينالوا حرياتهم.

    حياة السُّكُّان



    الحياة الأسرية. ترأس الأب الأسرة في مصر القديمة، وعند وفاته كان الابن الأكبر يحل مكانه. وكان للنساء كل حقوق الرجال تقريبًا؛ فقد كان بإمكانهن امتلاك الثروة وتوريثها وبيع وشراء البضائع وكذلك كتابة الوصية. وكان للزوجة حقّ الحصول على الطلاق. وهناك قليل من الحضارات القديمة التي أعطت النساء كل هذه الحقوق.
    كان الملوك يتزوجون عادة، عددًا من النساء في الوقت نفسه، وفي حالات كثيرة كانت الزوجة الرئيسية عضوًا في العائلة المالكة مثل الأخت، أو الأخت غير الشقيقة.
    كان الأطفال يلعبون بالدُّمى وأغطية الأواني والكرات الجلدية. وكانت لديهم لعب اللوحات التي تُحدّد حركاتها برمي النرد، كما كانت عندهم الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب والقرود والرباح والطيور.

    التعليم. حظيت نسبة قليلة من الأولاد والبنات بالتعليم في مصر القديمة. وكان مُعظم هؤلاء من أسر الطبقات العليا. وكان التلاميذ يذهبون للمدرسة لتعلّم الكتابة والقراءة والنسخ. وكان الكُتَّاب يكتبون السجلات في مكاتب الحكومة والمعابد والخطابات للأعداد الكبيرة من المصريين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة.
    وكان يدير كل من القصر الملكي والوحدات الحكومية والمعابد هذه المدارس التي كانت تؤهل التلاميذ ليصبحوا كتبة أو ليعملوا في مهن أخرى. وتمثلت المواد الدراسية الأساسية في القراءة والأدب والجغرافيا والرياضيات والكتابة. وكان التلاميذ يتعلمون الكتابة عن طريق نسخ نصوص الأدب والخطابات والحسابات التجارية. واستخدموا في الكتابة ورق البردي، أوّل مادة شبيهة بالورق في العالم، وكتبوا بالفرش المصنوعة من القصب بعد تشكيل وتليين أطرافها. صنع المصريّون الحبر بخلط الماء والهباب (السَّخام) وهو مسحوق ينتج بعد حرق الأخشاب أو أي مادة أخرى.
    امتهن معظم أولاد المصريين مهن آبائهم نفسها بعد أن تعلموها منهم. وهكذا، أصبح بعضهم تجارًا إلاّ أن الغالبيّة كانوا فلاّحين. وكان كثير من الآباء يُلحقون أبناءهم بالمعلمين الحرفيين ليتعلّموا النجارة وصنع الخزف وغيرهما من الحرف. وربما التحق الأولاد الذين يرغبون في دراسة الطب بالعمل مع أحد الأطباء بعد أن يُكملوا تعليمهم المدرسي الأساسي.
    أمّا مُعظم البنات فيتمُّ تأهيلهن لدور الزوجة والأم، إذ تقوم الأمهات بتعليمهن الطبخ والخياطة وغيرهما من المهارات.
    كان بمصر القديمة عدد من المكتبات أشهرها مكتبة الإسكندرية التي كانت تحتوي على أكثر من 400,000 مخطوطة بردية، عن علم الفلك والجغرافيا وعددٍ آخر من العلوم، وللإسكندرية أيضًا مُتحف مُتميّز.

    الغذاء والملبس والمأوى. كان الخبز الغذاء الرئيسي في وجبة معظم قدماء المصريين، الذين صنعوه من القمح. وتناول كثير من المصريين أنواعًا مختلفة من الخضراوات والفواكه والسمك والحليب والجبن والزبدة ولحوم البط والإوز. والأثرياء من المصريين كانوا يأكلون بانتظام لحوم الأبقار والغزلان والظباء بالإضافة إلى الكعك الفاخر وغيره من أنواع الخبز، وكان الناس يأكلون بأيديهم.
    كان المصريّون يلبسون أثواب الكتّان البيضاء، أما النساء فيلبسن الأثواب الطويلة أو الفساتين الضيقة مع وضع أشرطة على الكتف. ويلبس الرجال الأُزُر، أو الثياب الطويلة. كما لبس المصريّون أحيانًا أغطية ملونة للرأس مُتدلية حتى الكتف. والأثرياء منهم وضعوا الشعر المستعار على رؤوسهم وكان إحدى وسائل الحماية من الشمس، كما لبسوا الصندل المصنوع من الجلد. لكن عامّة الناس كانوا يمشون عادة حفاة الأقدام. أما الأطفال فنادرًا ما ارتدوا أية ملابس.
    استخدم المصريون القدماء مستحضرات التجميل ولبسوا المجوهرات، ووضعت النساء مسحوق الشفاه وصبغن الشعر وطلين الأظافر، كذلك قُمن برسم معالم العيون وتلوين الحواجب بلون رمادي، أو أسود أو أخضر. ورسم الرجال كذلك معالم عيونهم واهتموا بزينتهم اهتمام النساء بها، واستعمل كلا الجنسين العطور، ولبس كلاهما العقود والخواتم والأساور، وكانت الأمشاط والمرايا والشفرات من الأدوات المعروفة في التجميل.
    بنى المصريّون منازلهم بطوب اللّبن المجفّف، واستعملوا سيقان النخيل ليدعموا السقوف المسطحة، وكان معظم البيوت في المدن مباني ضيّقة تكونت من ثلاثة طوابق أو أكثر. عاش معظم فقراء المصريين في أكواخ من غُرفةٍ واحدة. وكان المصري من الطبقات الوسطى يعيش في بيت مكوّن من طابق أو طابقين فيه ثلاث غرف على الأقل، وكثير من الأثرياء عاشوا في بيوت تحوي مايصل إلى سبعين غرفة. وكانت بعض هذه البيوت ملكيات أو عقارات ريفية فيها البساتين والبرك والحدائق. وكان للبيوت المصرية نوافذ صغيرة في أعلى الجدران تساعد على منع دخول أشعة الشمس. وقد نشر الناس الحصير المبلل على الأرضيات لترطيب الهواء داخل البيوت. وفي الليالي الحارة كان الناس ينامون فوق الأسطح غالبًا حيث يكون الطقس أقل حرارة.
    اشتمل الأثاث المصري على المقاعد الخشبية والكراسي والأسرة والصناديق. واستخدم المصريون القدماء أواني الخزف للطبخ وتقديم الطعام. وطهوا الطعام في أفرانٍ من الطين أو على النار. واستخدموا الفحم النباتي والأخشاب للوقود. واستمدوا الإضاءة من المصابيح والشموع. فقد كانت مكونة من خيوط الكتان ذات الفتلات القطنية، كما كان الزيت يُحرق في قوارير أو آنية حجرية مُجوفة.

    الترويح. تمتّع قدماء المصريين بعددٍ من الأنشطة لتمضية الفراغ. فقد قاموا بصيد الأسماك، وسبحوا في نهر النيل. وكان ركوب المراكب الشراعية شائعًا . وقام المغامرون من المصريين بصيد التماسيح والأسود وأفراس النهر والأفيال والأبقار المتوحّشة مُستخدمين القسي والرماح والحراب. وكان كثير من المصريين القدماء يعجبون بمشاهدة مباريات المصارعة. وفي البيت كانوا يلعبون السنيت وهي شبيهة بلعبة الطاولة.

    الديانة




    الآلهة والإلاهات. اعتقد قدماء المصريين أنّ عددًا من المعبودات (آلهة وإلاهات) يؤثر في كلّ أوجه الطبيعة، وفي كلِّ النشاط البشري، لذلك عبدوا عديدًا من الآلهة. وكان المعبود الأساسي هو رع، إله الشمس في زعمهم. اعتمد المصريّون على إلههم رع وعلى إلاهتهم رَنُوتَتْ للحصول على حصاد جيّد. وكان أهم الإلاهات إيزيس، إذ كانت تُمثلً الأم والزوجة المخلصة. أما أوزريس زوجها وأخوها في الوقت نفسه، فعدُّوه المتحكم في الزرع وفي الموتى. وكان حورس، ابن إيزيس، وأوزيريس إله السماء عندهم، وسمُّوه رب السماء وصوروه كثيرًا برأس صقر حر.

    وفي كل بلدة ومدينة مصرية عَبَدَ الناس إلها خاصاً بهم، بالإضافة إلى الآلهة الرئيسية. فالناس في طيبة، على سبيل المثال، عبدوا آمون إلهًا للشمس. وأخيرًا وُحِّد آمون برع، وبعد ذلك أصبح آمون ـ رع المعبود الرئيسي. ومن الآلهة المحلية الأخرى التي عبدوها بتاح الإله الذي أوجد ممفيس، وتحوت إلاهة الحكمة والكتابة في هيرموبولس، وخنوم كإله خالق أيضًا في فيَلة (الفنتين). وكان العديد من الآلهة يصور بأجسام بشرية ورؤوس حيوانات. ومثل هذه الرؤوس كان يشير إلى ميزة حقيقية أو متخيلة للحيوان وبها كان يتم التعريف بالمعبود بطريقة سهلة.
    ولكن لا يُعرف كيف كان يتعبد عامة قدماء المصريين. فكل معبد كان منزلاً لأحد الآلهة، أو أنه نُذر لأحد الملوك الموتى. كان المعبد الذي بني على شرف آمون ـ رع في الكرنك أكبر المعابد في البلاد، به أكثر من مائة وثلاثين عمودًا، بلغ طول الواحد منها حوالي 25م. وقد زينت أعمدة وجدران القاعة الكبرى ـ التي ما تزال أكبر قاعة ذات أعمدة بُنيت حتى الآن ـ لوحات ملونة رائعة.
    كانت مهمة الكاهن الأساسية خدمة المعبود، أو الملك الذي يمثله تمثال في المعبد. يعدُّ الملك الحاكم رئيس كهنة مصر. وفي كل يوم يقوم هو أو غيره من الكهنة المحليين بغسل وإلباس التمثال وإحضار الطعام له. ويقوم الكهنة كذلك بتقديم الأدعية التي يطلبها الأفراد.

    الحياة الآخرة. آمن قدماء المصريين بإمكانية التمتّع بالحياة بعد الموت. هذا الاعتقاد في الحياة بعد الموت أدى أحيانًا إلى إعداد تجهيزات كثيرة للموت والدفن. ونتج عن هذا الاعتقاد بناء الأهرامات والمقابر الكبيرة للملوك والملكات. وكان لبقية الشعب من المصريين مقابر أصغر.
    اعتقد المصريّون أيضًابضرورة حفظ أجساد الموتى للحياة التالية، ولذلك اهتموا بهذا الأمر فقاموا بتحنيط الجثث ليمنعوا تحللها. وبعد تحنيط الجسد، كان يلف بطبقات من قطع الكتان ويُوضع داخل تابوت. وتوضع المومياء بعد ذلك داخل القبر.
    قام بعض المصريين كذلك بتحنيط الحيوانات الأليفة كالقرود والقطط، وقد بقي عدد من الموميات المصرية محفوظة حتى يومنا هذا.
    ملأ المصريون مقابرهم بالأشياء التي ظنوا أنهم سوف يستخدمونها في حياتهم بعد الموت، واشتملت هذه الأشياء على الملابس والأمتعة والأكل والمساحيق والمجوهرات. وامتلأت مقابر المصريين الأثرياء بتماثيل الخدم اعتقادًا منهم بأنهم سوف يخدمونهم في العالم الآخر. ورسمت مشاهد الحياة اليومية على الجدران الداخلية للمقابر. واعتقد المصريون أن بعض الطقوس التي يؤديها الكهنة تجعل من أوزيريس باعثًا للحياة في هذه المشاهد وفي الميت كذلك.
    اقتنى كثير من المصريين النصوص التي حوت الصلوات والأدعية والترانيم وغيرها من المعلومات التي ظنوا أنها توجّه الأرواح في الحياة بعد الموت وتحفظها من الشر وتوفر لها الاحتياجات. وقام المصريّون بنقش فقرات من هذه النصوص أو كتابتها على جدران المقابر وربما وضعوا نسخًا منها داخل القبر في بعض الأحيان. وسميت مجموعات هذه النصوص كتاب الموتى.

    العمل


    اهتم معظم العمال في وادي النيل الخصيب بالزراعة وساعدت المحاصيل الكثيرة لمواسم عديدة، في أن تجعل من مصر بلدًا غنيًا.وعمل كثير من الناس، لتأمين عيشهم، في الصناعة والتعدين والنقل أو التجارة.
    لم يكن لدى المصريين نظام نقدي وعوضوا عن ذلك بمقايضة البضائع أو الخدمات مباشرة بما يقابلها.وهو ما يطلق عليه نظام المقايضة حيث كان العمال يحصلون على أجورهم من فائض القمح والشعير الذي يقومون بمقايضته فيحصلون على احتياجاتهم الأخرى.

    الزراعة. عمل مُعظم العمال الزراعيين في الإقطاعات الكبيرة للعائلات المالكة والمعابد وملاك الأراضي الأغنياء. وحصلوا على قليل من المحاصيل كأجور، وذلك لأن مُلاك الأراضي كان علَيهم تَحويل نسبة كبيرة من الإنتاج الزراعي كضرائب. وكان بعض المزارعين يستأجرون الحقول من ملاك الأراضي الأثرياء.
    كانت مصر القديمة بلدًا حارًا يكاد ينعدم فيه هطول الأمطار، ولكن الزراع كانوا يزرعون المحاصيل مُعظم السنة عن طريق ريّ الأراضي، إذ شيدوا القنوات لأخذ المياه من نهر النيل إلى الحقول، واستخدموا المحاريث الخشبية التي تجرها الثيران لإعداد الأرض للزراعة.
    كانت المحاصيل الرئيسية لمصر القديمة هي القمح والشعير. أما المحاصيل الأخرى فتشمل الخس والفاصوليا والبصل والتين والبلح والعنب والبطيخ والخيار والرمّان والفجل. وكان النبيذ يصنع بعصير البلح والعنب. وزرع كثير من المزارعين قصب الكتان ليصنع منه قماش الكتان. وربى المصريّون الأبقار للحومها وألبانها والماعز والبط والإوز والحمير. كماكان بعض الناس يُربون النحل ليحصلوا على العسل.

    الصناعة والتعدين. كان الحرفيون الذين يديرون المتاجر الصغيرة يصنعون معظم البضائع في مصر القديمة، وتحتلّ صناعة ملابس وخيوط الكتان الصدارة في الصناعات. واشتملت المنتجات الأخرى المهمة الخزف والطوب والأدوات والزجاج والأسلحة والأثاث والمجوهرات والعطور. وصنع المصريّون العديد من المنتجات من النبات مثل الحبال والسلال والحُصُر وصحف الكتابة.
    كان لمصر القديمة مخزون كبير من المعادن. حيث أنتج المشتغلون بالمحاجر والتعدين كمّيات كبيرة من الحجر الجيري والحجر الرملي والجرانيت لبناء الأهرامات والمنشآت الكبيرة. كذلك قاموا بتعدين النحاس والذهب والقصدير والجواهر مثل الفيروز والجمشت. وكان معظم الذهب يأتي لمصر من كوش (السودان قديمًا) والتلال الواقعة شرقي النيل.

    التجارة والنقل. أبحر تُجار مصر القدماء إلى عدة بلاد بمحاذاة بحر إيجة والبحرين الأبيض المتوسط والأحمر. وحصلوا على الفضة والحديد والخيل وخشب الأرز من سوريا ولبنان وغيرهما من مناطق جنوب غربي آسيا. وجلبوا العاج وجلود النمر الأرقط والنحاس والأبقار والتوابل من بلاد النوبة الواقعة جنوبي مصر. وقايض المصريّون هذه البضائع بالذهب وغيره من المعادن والقمح والشعير وصحائف البردي.
    كان النقل داخل مصر يتم على نهر النيل بوساطة المراكب والبراجي (مراكب نقل البضائع). وصُنعت أقدم المراكب من قصب البردي، وبعد أن كانت تحرك في البداية بالأعمدة، أصبح يُستخدم في دفعها المجاديف. وفي نحو 3200ق.م ابتكر المصريّون الشراع وأصبحوا يعتمدون على الرياح مصدرًا للطاقة التي تحرك المراكب.
    خلال الفترة المبكرة من تاريخ مصر القديمة كان أكثر الناس يتنقلون سيرًا على الأقدام، وكان الأثرياء منهم يُحملون فوق مقاعدٍ خاصة. وخلال القرن السابع عشر قبل الميلاد بدأ المصريّون يركبون العربات التي تجرّها الخيول.

    الحرف والمهن. وظفت العائلة المالكة والمعابد في مصر القديمة المعماريين والمهندسين المهرة، والنجّارين والفنّانين والنحّاتين كما استأجروا الخبّازين والقصابين والمدرسين والخطاطين والمحاسبين والموسيقيين ورؤساء الخدم وصانعي الأحذية. وقد جعل الاعتقاد المصري بأن الأجساد يجب أن تحفظ للحياة الأخرى التحنيط مهنةً ذات مهارة عالية. وعمل كثير من المصريين في الجيش والبحرية، وعمل آخرون في سفن الشحن أو مراكب صيد الأسماك
    الفنون والعلوم



    العمارة. تعدّ أهرامات مصر أقدم وأكبر منشآت بنيت من الحجر في العالم. توجد بقايا أكثر من 35 هرمًا، على طول نهر النيل. وتعدّ أهرامات الجيزة إحدى عجائب العالم القديم السّبع. بنيت أولى الأهرامات المصرية منذ حوالي 4,500سنة مضت، ويبلغ ارتفاع أكبرها، هرم الجيزة الأكبر، حوالي 140م. وتُغطي قاعدته ما مساحته حوالي خمسة هكتارات من الأرض. بني هذا الهرم بأكثر من مليوني كتلة من الحجر الجيري يبلغ متوسط وزن الواحدة منها 2,3 طن متري.
    بنى المصريّون القدماء كذلك المعابد من الحجر الجيري. وشكلوا أجزاء المعبد على هيئة النبات. فعلى سبيل المثال نحتت الأعمدة في بعض المعابد على شكل أشجار النخيل، أو قصب البردي. كان المعبد يتكوّن من ثلاثة أجزاء: معبد صغير، وقاعة كبيرة فيها عدد من الأعمدة، ثم فناء مفتوح.

    التصوير التشكيلي والنحت. كانت معظم اللوحات الملونة الرفيعة وغ

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 5:25 am