الأمل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأمل

الدراسات الإجتماعية


    استكمال معالم صورة الأرض

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 65
    تاريخ التسجيل : 11/04/2010

    استكمال معالم صورة  الأرض Empty استكمال معالم صورة الأرض

    مُساهمة  Admin الأحد مايو 02, 2010 10:58 am

    بحلول السنوات الأواخر من القرن السادس عشر الميلادي كان الأسبان قد نمت على أيديهم إمبراطورية كبيرة في كل من أمريكا الجنوبية، والمكسيك، ومن ثم تحركوا في المناطق والمساحات التي يطلق عليها الآن الجنوب الشرقي والغربي من الولايات المتحدة. وفي الحقيقة لقد اكتشفت إنجلترا وفرنسا أمريكا الشمالية خلال القرن السابع عشر الميلادي. وفي القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، كان المكتشفون الأوروبيون يستكملون ـ تدريجيا ـ معالم الصورة للمناطق الأخرى المجهولة من العالم، وشكلوا خريطة المحيط الهادئ الشاسع، وشقوا طريقهم متوغلين في المناطق الداخلية لقارتي إفريقيا، وأستراليا، ووصلوا إلى أطراف كل من القطبين الشمالي، والجنوبي. وفي النهاية كانوا ـ في القرن العشرين ـ يتسابقون في الوصول إلى القطبين الشمالي والجنوبي.
    الفرنسيون في أمريكا. قام تجار الفراء الفرنسيون بدور قيادي في اكتشاف أمريكا الشمالية، وعرفوا الكثير عن بعض الأقطار. وفي الوقت نفسه، كانوا مهتمين بالعمل على تنمية التجارة مع الهنود.
    وفي عام 1603م، تتبع المكتشف الفرنسي صمويل دي شامبلين طريق سلفه جاك كارتييه إلى أعالي نهر سانت لورنس، حتي موقع مونتريال، وهناك أخبر الهنود شامبلين عن الكتل المائية التي تقع أقصي الغرب. وقد منحت تلك الصور شامبلين الأمل في العثور على الممر الشمالي الغربي، ومن ثم جعل شامبلين مدينة كويبك مركزًا لتجارة الفراء في عام 1608 م. وأمضى سبعًا وعشرين سنة بعد ذلك، وهو منصرف لاكتشاف البحيرات والأنهار في غربي وجنوبي كويبك.
    الإنجليز في أمريكا. كانت المستوطنة الإنجليزية الأولى والدائمة في أمريكا، قد بُنيت في جيمستاون بولاية فرجينيا في عام 1607م. وبحلول عام 1670م انطلقت إشارة البدء في تأسيس المستوطنات التي بلغ عددها 12 مستوطنة من مجموع المستوطنات. وأصبحت جميعها تشكل المستعمرات الأصلية، وكانت المستوطنة الأولى الدائمة من المستوطنات الثلاث عشرة التي أطلق عليها جورجيا، قد تم بناؤها في عام 1733م.
    وطالبت إنجلترا ـ كذلك ـ بملكية المناطق التي تمثل الآن شرقي كندا. وقد قام هذا الادعاء بناء على رحلة بحرية نفذها المكتشف الإنجليزي هنري هدسون، الذي كان يبحث عن الممر الشمالي الغربي. وفي عام 1610م أبحر هدسون من مضيق واقع في الشمال الشرقي من كندا إلى داخل كتلة كبيرة من الماء، كان يظن أنها المحيط الهادئ، وكانت في الواقع خليجًا ضخمًا يُعرف الآن بخليج هدسون، ثم أبحر إلى جنوب ما يُسمى الآن بخليج جيمس، وهو مجرد ذراع من خليج هدسون. وكان طاقم بحارة السفينة يقاسون من البرد الشديد والنقص في الطعام. وعندما أذاب الطقس الدافئ الثلج ترك معظم طاقم السفينة هدسون وعادوا إلى إنجلترا، ولم يعد أحد يسمع عن هدسون مرة أخرى.
    عبور أمريكا الشمالية. في خلال القرن الثامن عشر، افتتح كل من المكتشفين الفرنسيين والإنجليز أبواباً جديدة في اتجاه الغرب عبر أمريكا الشمالية، ثم اكتشفوا أيضًا الأطراف الشمالية من القارة.
    وفي الفترة من عام 1731م إلى 1743م، قام كل من تاجر الفراء الكندي الفرنسي الأصل بيير جولتييه دي فارنس سيور دي لافيراندراي، وثلاثة من أبنائه باكتشاف مناطق في أقصى الغرب فيما تُسمَّى الآن ساسكاتشوان. وسافر اثنان من الأبناء ـ أيضًا ـ إلى أقصى الجنوب من نهر ميسوري، حيث توجد الآن داكوتا الجنوبية ويمكن أن نعتبر أن آل لافيراندراي، من أوائل الأوروبيين الذين وصلوا إلى جبال الروكي.
    وفي عام 1771م أثبت المكتشف صمويل هيرن أن أمريكا الشمالية تمتد إلى منطقة القطب الشمالي، واكتشف الأرض الواقعة بين خليج هدسون ونهر كوبر ماين الذي يخترق الآن المناطق الشمالية الغربية في كندا. وفي عام 1789م اكتشف السير ألكسندر ماكينزي، وهو وكيل شركة تجارية للفراء تُسمَّى شركة الشمال الشرقي المنطقة التي تعرف باسم نهر الماكينزي، وتتبع طريق النهر صوب الشمال من بحيرة سليف الكبرى إلى المحيط المتجمد الشمالي. وفي عامي 1792 و1793م قاد ماكينزي بعثة استكشافية إلى أعلى نهر بيس، من خلال منطقة ألبرتا حالياً إلى جبال الروكي، وفي منطقة كولومبيا البريطانية ومن غربي الجبال، تتبعت البعثة نهر فرازر. وقطعت مسافة تقدر بـ 160كم، ثم رحلت إلى المحيط الهادئ. وقد أثبتت رحلة ماكينزي إلى منطقة القطب الشمالي، أنه لا يوجد ممر مائي يعبر القارة بشكل كامل من قبل.
    بدأ ضابطان من جيش الولايات المتحدة، هما مروذر لويس، ووليم كلارك بعثة استكشافية إلى المحيط الهادئ صوب الشمال الغربي في مايو 1804م، وشرعت مجموعتهما إلى الانطلاق من معسكر بجوار سانت لويس في قوارب يمكن أن تنطلق على الماء بالتجديف، أو السحب بالجياد، أو البشر من على شاطئ النهر، ورحلوا إلى أعلى نهر ميسوري، ثم إلى جبال الروكي. وقد استغرقت الرحلة ما يقرب من شهر في عبور جبال الروكي، وكانوا مضطرين إلى ذبح بعض الجياد ليأكلوا لحومها لنفاد الطعام منهم. وخلال سيرهم بمحاذاة الجبال كان المكتشفون يندفعون متقدمين إلى نهر كولومبيا، وتتبعوا النهر إلى المحيط الهادئ، إلى أن وصلوه في نوفمبر 1805م. وكانت نتيجة هذه الرحلة، أنها تمكنت من رسم خريطة المعالم الرئيسية لأمريكا الشمالية.
    اكتشاف المحيط الهادئ. خلال القرن السابع عشر الميلادي، تمكن الكثير من المكتشفين الأوروبيين من عبور المحيط الأطلسي إلى الأمريكتين. كان هذا المحيط مجهولاً ـ إلى حدكبير ـ بالنسبة للأوروبيين. وفي عام 1606م حاز الملاح الهولندي وليم جانسز شرف كونه الأوروبي الأول، الذي تمكن من الوصول إلى المناطق التي تعرف الآن بأستراليا. وقد أبحر جانز من إندونيسيا، ثم اكتشف الشاطئ الشرقي لخليج كاربينتاريا. وفي عام 1642م أصبح البحار الهولندي آبل يانزون تاسمان الأوروبي الأول، الذي استطاع أن يصل إلى المناطق التي تُسمَّى الآن تسمانيا ونيوزيلندا.
    أنجز جيمس كوك القبطان في البحرية البريطانية ثالث بعثات استكشافية خلال سنوات الستينيات،والسبعينيات من القرن الثامن عشر، مما أهله لأن يحتل مكانة أشهر مكتشف للمحيط الهادئ. وكان كوك مشغولاً في البحث عن قارة اعتقد الجغرافيون أنها تقع في جنوبي أستراليا.
    وأثناء رحلته الأولى في المدة من 1768م-1771م زار كوك نيوزيلندا وعددًا كبيرًا من الجزر في جنوبي المحيط الهادئ، الذي كان مجهولا للأوروبيين، وأثناء رحلته الاستكشافية الثانية التي استغرقت المدة من 1772م- 1775م، ذهب كوك إلى أقصى الجنوب، أي أبعد من أي مكان ذهب إليه أوروبي آخر، ثم أبحر مخترقًا مياه القطب الجنوبي المتجمدة قاطعًا طريقه بين جبال ضخمة من الثلوج العائمة، التي كان يخفيها الضباب الكثيف ولذا وقف الثلج عقبة في طريقه، ومنعه من الإبحار والتعمق في مياه المحيط المتجمد الجنوبي، وأخذ يتحسس طريقه حول جبال الثلوج الشاهقة التي كان يخفيها الضباب، ومنعه الثلج الكثيف المتراكم من رؤية القارة القطبية الجنوبية.
    وفي عام 1776م، أبحركوك صوب الساحل الشمالي الغربي لأمريكا الشمالية، بحثا عن منفذ غربي إلى الممر الشمالي الغربي. وفي خلال طريقه ذاك اعتُبر أول أوروبي زار هاواي، ثم أبحر بعد ذلك بمحاذاة ساحل كندا الغربي حتى وصل إلى المحيط المتجمد الشمالي. وسرعان ما عاق الجليد طريقه فعاد إلى هاواي مرة أخرى.وهناك قُتل كوك في معركة سنة 1779م.
    داخل إفريقيا. ظلت أراضي إفريقيا الداخلية سرًا مغلقًا، لا تعرفه بقية أنحاء العالم حتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، بيد أنه في عام 1788م أنشأ فريق من العلماء البريطانيين الجمعية الإفريقية، وذلك رغبة منهم في تطوير الاكتشافات الجغرافية للقارة. وقاد المكتشف البريطاني مونجو بارك تلك الجمعية وكانت للحكومة البريطانية بعثة استكشافية على مجرى نهر النيجر في المدة من عام 1795م إلى 1806م.
    وصلت الكشوف الجغرافية الأوروبية أقصى مداها خلال القرن التاسع عشر. وفي سنة 1826م كان المكتشف الإنجليزي ألكسندر غوردون لاينج، أول أوروبي يصل إلى تمبكتو. وهي مركز تجاري في المنطقة التي تعرف بمالي حاليًا، وزار المكتشف الفرنسي رينيه كاليه تمبكتو عام 1828م ثم قام بعبور الصحراء الكبرى.
    وأدى البحث عن منبع النيل الأبيض (رافد جنوبي لنهر النيل) إلى التوصل إلى المزيد من الاكتشاف الأوروبي لشرقي إفريقيا. وفي عام 1858م وصل المكتشفان البريطانيان ريتشارد بيرتون وجون هاننج سبيك إلى بحيرة تنجانيقا، التي تشكل جزءًا من الحدود بين كل من زائير وتنزانيا.
    واستمر سبيك في سيره إلى بحيرة فكتوريا القريبة منه وفي المدة من عام 1861م إلى 1863م، تمكن من اكتشاف بحيرة فكتوريا مرة أخرى، وأثبت أن هذه البحيرة هي منبع النيل الأبيض.
    ويعد ديفيد لفينجستون المنصر الأسكتلندي أشهر مكتشف أوروبي لقارة إفريقيا على الإطلاق، حيث سافر من عام 1841م إلى عام 1856م عبر جنوبي إفريقيا وجنوبيها الغربي ووصل إلى لواندا (أنجولا حاليًا). ثم رحل ليفينجستون في اتجاه الشرق متتبعًا نهر الزمبيزي عبر القارة. وفي المدة من عام 1858 إلى 1863م اكتشف جنوب شرقي إفريقيا حتى وصل إلى بحيرة نياسا في تنزانيا. وسافر لفينجستون إلى وسط شرقي إفريقيا الوسطى في المدة من عام 1866م حتى وفاته عام 1873م.
    وفي عام 1869م سافر إلى إفريقيا هنري مورتون ستانلي مراسل جريدة نيويورك هيرالد كي يلتقي بلفينجستون الذي انقطعت أخباره، ولم يعد أحد يسمع عنه شيئا لعدة سنوات. ولكن القصة التي تسرد الطريقة التي عثر بها ستانلي على لفينجستون بالقرب من بحيرة تنجانيقا في عام 1871م استأثرت بخيال الناس في كافة أرجاء العالم، وقطع ستانلي في المدة من 1874م- 1877م، أكثر من 9700كم عبر القارة. وقد تتبع خلال هذه الرحلة نهر الكونغو من إفريقيا الوسطى حتى مصبه على الساحل الغربي.
    عبور قارة أستراليا:
    كان عبور قارة أستراليا محفوفًا بالمخاطر؛ لأن الصحاري الخالية من الماء تغطي معظمها. وبدأ الاكتشاف الرئيسي لباطن القارة في السنوات الأولى من القرن التاسع عشر. وفي عام 1824م اخترق مكتشفان هما الإنجليزي المولد هاملتون هيوم، والأسترالي المولد وليم هوفل طريقًا واقعًا بين سيدني التي كانت إحدى المستوطنات الأولى في أستراليا، وبين الموقع الحالي لمدينة ملبورن. وقد أصبح المكتشف الإنجليزي إدوارد جون إير، المكتشف الأول الذي قام برحلة رئيسية برًا من الشرق إلى الغرب. وقد اقترب في رحلته الاستكشافية من الساحل الجنوبي في عامي 1840و1841م. أما بالنسبة للأوروبيين الأوائل الذين عبروا أستراليا من الجنوب إلى الشمال، فيأتي في الصدارة المكتشف الأيرلندي روبرت أوهارا بيرك، والمكتشف الإنجليزي وليم جون ولز. وقد غادرت هذه المجموعة المكونة من المكتشفين الأربعة ميناء ملبورن في عام 1860م، ووصلت إلى خليج كاربنتاريا عام 1861م ومن المؤسف أنهم خلال رحلة العودة لقوا حتفهم جوعًا. وهناك مكتشفان هما جون ماكدوال ستيوارت، وهو من أسكتلندا والآخر تشارلز ستيرت من إنجلترا، وقد سافرا ـ كذلك ـ عبر معظم أستراليا منتصف القرن التاسع عشر.
    الاكتشاف القطبي. بحلول أوائل القرن التاسع عشر ظلت قارة أنتاركتيكا غير الآهلة بالسكان، والواقعة حول القطب الجنوبي، القارة الوحيدة المجهولة بالنسبة للعالم. وفي عام 1820م شوهدت شبه جزيرة الأنتاركتيكا التي تُسمَّى الآن شبه الجزيرة القطبية الجنوبية مرتين منفصلتين شاهدها فيها اثنان من صيادي عجل البحر هما نثانيل براون بالمر من الولايات المتحدة الأمريكية، وإدوارد برانزفيلد من إنجلترا. وفي عام 1840م أبحرت حملة استكشافية تابعة لبحرية الولايات المتحدة بقيادة الملازم أول تشارلز ويلكز. وقد قطعت في رحلتها مسافة طويلة تصل إلى أكثر من 2,400كم على طول ساحل قارة أنتاركتيكا. وقد شاهد ويلكس أراضي كثيرة تثبت أن الكتلة الضخمة المغطاة بالثلج، كانت قارة من القارات.
    وفي عام 1911م، تسابقت مجموعتان من المكتشفين عبر قارة أنتاركتيكا كي يصلوا إلى القطب الجنوبي. وكانت إحدى المجموعتين بقيادة مكتشف نرويجي اسمه روالد أموندسن، بينما كانت المجموعة الأخرى بقيادة القبطان روبرت فالكون سكوت، من البحرية البريطانية. وقد كان من مهارة أموندسن في قيادة الكلاب التي تجر الزلاجات، أنه تمكن من الوصول إلى القطب الجنوبي في 14 ديسمبر 1911م بحوالي خمسة أسابيع قبل سكوت. أما سكوت والأعضاء الأربعة في مجموعته الذين وصلوا إلى القطب فقد ماتوا متجمدين من الثلج خلال رحلة العودة.
    أما الاكتشافات في المنطقة القطبية الشمالية، فقد بدأت في بداية الأربعينيات من القرن التاسع عشر، بعد أن اختفت هناك حملة قوامها 130 رجلا بقيادة المكتشف البريطاني السير جون فرانكلين. وكانت هذه المجموعة قد ذهبت للبحث عن الممر الشمالي الغربي ومن خلال متاهة من الجزر تقع شمالي البر الرئيسي الكندي، انخرطت مجموعات عديدة للبحث عن الحملة المفقودة ولكن لم يعثر لها على أثر. وفي المدة من 1850م إلى عام 1854م قاد المكتشف البريطاني السير روبرت ماكلور الحملة الاستكشافية الأولى لعبور ممر الشمال الغربي. وقد أكملت مجموعته الجزء الأخير من الرحلة بالزلاجات. في المدة من عام 1903-1906م أبحر روالد أموندسن من خلال متاهة الجزر ووصل إلى المحيط الهادئ، وهكذا صار المكتشف الأول الذي نجح في جهوده للإبحار إلى الممر الشمالي الغربي وهو إنجاز فريد من نوعه؛ لأن العديد من المكتشفين قبله كانوا يحاولون جاهدين أن يحققوه على مدى 400 عام.
    إن الاكتشافات في منطقة القطب الشمالي دفعت الكثير من المكتشفين للقيام بمحاولات عديدة للوصول إلى القطب الشمالي. وهناك فريق يقوده روبرت بيري وهو مكتشف أمريكي نسب إليه الوصول إلى القطب في 6 إبريل 1909م، وكان فريق بيري يشمل معاونه ماثيو هنسون، وأربعة من الإسكيمو. وقبل عودة بيري من رحلته السابقة أعلن مكتشف أمريكي هو فريدريك كوك أنه قد تمكن من الوصول إلى القطب الشمالي مبكراً قبله بعام في إبريل عام 1908م، بيد أن ادعاء كوك الوصول إلى القطب الشمالي أثار نزاعاً لم يوجد له حل على وجه التحديد حتى الآن.
    وبعد اختراع الطائرة أصبحت المحاولات العديدة لاكتشاف كل من المناطق القطبية الشمالية والمناطق القطبية الجنوبية أقل خطراً من ذي قبل؛ لذا ففي عام 1926م، تمكن اثنان من المكتشفين الأمريكيين وهما ريتشارد بيرد وفلويد بنيت من الطيران مباشرة فوق القطب الشمالي. وفي عام 1929م طار كل من بيرد وقائد طائرته الأمريكي النرويجي الأصل بيرنت بالشن فوق القطب الجنوبي.
    أما أول رحلة استكشافية تمكنت من العبور الكامل للمنطقة القطبية الجنوبية فقد كانت في عامي 1957م، 1958م. وركب مجموعة من أعضاء رحلة علمية برئاسة فيفيان فوتشس الجيولوجي البريطاني جرارات الثلج وقطعوا مسافة 3,473كم عبر كتلة من الأرض المتجمدة، واستغرقت الرحلة 99 يومًا. وأيضًا في عام 1958م قامت الغواصة الأمريكية نوتيلوس، وهي مزودة بقوة نووية بالغوص تحت ثلوج المنطقة القطبية، والوصول إلى القطب الشمالي.
    الحقول الجديدة لنشاطات المكتشفين


    منذ فجر التاريخ كان ولا يزال عالم المجهول، يجذب اهتمام المكتشفين إلى أبعد الأماكن وأشدها عزلة على سطح الأرض. واليوم لا يزال هذا الحافز مستمرًا يدفع الرجال والنساء المتميزين بالجرأة، نحو اجتياز آفاق جديدة من الاكتشاف في أعماق المحيطات وأجواء الفضاء الخارجي.
    اكتشاف أعماق البحر. كانت الرحلة الأولى لاكتشاف أعماق المحيطات والحياة فيها، قد تم تنظيمها في عام 1872م. وفي تلك السنة كانت الجمعية الملكية في لندن، وهي جمعية بريطانية علمية، تساعد في إعداد السفينة تشالنجر بالأجهزة بهدف جمع المعلومات عن أعماق بحار العالم. وقد تصدر رئاسة البعثة تشارلز ويفيل تومسون، وهو عالم أسكتلندي متخصص في التاريخ الطبيعي. وقضت تشالنجر أكثر من ثلاثة أعوام في عرض البحر، وقطعت في أسفارها ما يقرب من 110,000كم. وأدت هذه الحملة إلى تطوير علم جغرافيا البحار (أي الدراسة العلمية الوصفية للبحار والمحيطات).
    وفي مطلع القرن العشرين الميلادي، طور المكتشف النرويجي فريتوف نانسن نوعًا من الآلات لاختبار عينات من ماء البحر على مختلف درجات أعماقه، ثم قياس درجة حرارته.وفي عام 1934م تمكن وليم بيب عالم التاريخ الطبيعي الأمريكي من الغوص لمسافة 923م في أعماق مياه المحيط بعيدًا عن برمودا في جهاز للغطس يسمى غواصة الأعماق.
    ثم قدم عالم الطبيعة السويسري أوجست بيكارد مساهمة كبيرة في مجال اكتشاف المحيط خلال الأربعينات من القرن العشرين؛ فقد اخترع مركبة غطس تعرف باسم غواصة الأعماق تغوص إلى مسافات تفوق في عمقها أية مركبة أخرى في عصرها. وفي عام 1960م استطاع كل من جاك بيكارد بن أوجست بيكارد والملازم أول دون والش من بحرية الولايات المتحدة الأمريكية، من أن ينزلا غواصة الأعماق ترايست في أعماق أخدود ماريانا، وهو واد في قاع المحيط الهادئ على امتداد منطقة غوام. ومن المعروف أن هذا الوادي يعد من أكثر الأماكن انخفاضًا في العالم، واستطاعا أن يصلا إلى عمق 10,910م، وعلى بعد 120م من القاع.
    وفي خلال السبعينيات من القرن العشرين، كانت مركبات الغطس تحمل المكتشفين إلى مناطق أخرى عديدة، وسرعان ما صدرت عنهم معلومات مثيرة ومذهلة، وأدرك العلماء أن الأراضي أسفل المحيطات تشتمل على جبال وسهول ووديان تشبه مثيلاتها على سطح الأرض.
    واكتشف علماء المحيطات وظواهرها أيضًا كثيرًا من الأسماك وأنواعًا أخرى من الحياة تحت سطح البحر كانت جميعها في عالم المجهول. وفي نهاية السبعينيات من القرن العشرين اكتشف عالم الجولوجيا البحرية روبرت بالارد ديدان غريبة وأشكال أخرى للحياة قرب ينابيع المياه الحارة بقاع المحيط الهادئ. وفي عام 1985م قاد بالارد وعالم المحيطات الفرنسي جان لوي ميشيل فريقاً من المكتشفين استطاعوا العثور على ركام السفينة تيتانك التي غرقت في المحيط الأطلسي الشمالي عام 1912م.
    وفي الوقت الحاضر يبحث بعض المكتشفين في قاع المحيط عن المعادن الهامة مثل ، الزيت ، والغاز الطبيعي، بينما يبحث البعض الآخر في مجال النباتات أو الحيوانات التي من شأنها أن تكون مصادر للطعام، ولا يزال آخرون يأملون في أن يجدوا المفاتيح التي يمكن أن تساعد في تفسير نشأة الأرض.
    اكتشاف الفضاء. يرجع معظم العلماء تاريخ اكتشاف الفضاء إلى أوائل القرن العشرين. خلال هذه الفترة، تطورت بعض النظريات الرائدة حول استخدام الصواريخ في السفر إلى الفضاء. وقد تم نشر هذه النظريات على يد مجموعة من العلماء وهم: كوستانتين تسيولكوفسكي، وهو مدرس فيزياء روسي قام بنشر نظرياته في عام 1903م، وروبرت جودارد، وهو عالم فيزياء أمريكي تم نشر نظرياته في عام 1919م، وأخيرًا نُشر بعض هذه النظريات في عام 1923م وقام بنشرها عالم الطبيعة الألماني هيرمان أوبرث.
    نشأت فكرة الصواريخ الفضائية من استخدام الصواريخ في الأعمال الحربية أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945م). وعلى سبيل المثال، نجحت ألمانيا خلال تلك الحرب في تطوير قذيفة صاروخية تسمى في- 2. وقد استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تستولي على بعض هذه الصواريخ، وأن تستخدمها في إطلاق معدات استكشافية بعد الحرب. ثم بعد ذلك استطاعت كل من الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفييتي (سابقًا) تطوير قذائف صاروخية بإمكانها الانطلاق عبر القارات. ويمكن القول إن بناء الصواريخ ذات القوة المتزايدة وبخاصة تلك التي طورها الاتحاد السوفييتي، أدى إلى بزوغ عصر الفضاء في الرابع من أكتوبر عام 1957م؛ وفي ذلك اليوم أطلق الاتحاد السوفييتي سبوتنك-1 أول قمر صناعي، يدور في مدار حول الأرض. وفي 31 يناير 1958م أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية أول قمر صناعي لها وهو إكسبلورر 1.
    وقد استطاع العلماء تحقيق إنجازات في الفضاء بوساطة الإنسان الآلي. وقد نجحوا أيضًا في إطلاق أول مركبة فضاء يديرها الإنسان الآلي (روبوت) إلى القمر وكوكبي الزهرة والمريخ وكثير غيرها، لجمع المعلومات التي لم يكن من السهولة بمكان الحصول عليها بأية طريقة أخرى. وبفضل هذه الأجهزة والمعدات، استطاع العلماء أن يسدوا الفراغات في المعلومات الموجودة لديهم عن المجموعة الشمسية والكون.
    وكان أول إنسان يطير في الفضاء هو يوري جاجارين، وكان ضابطًا في سلاح الجو السوفييتي السابق وقد دار حول الأرض في 12 أبريل 1961م لمرة واحدة في مركبة فضاء تسمى فوستك-1.
    وفي 20 فبراير 1962م أصبح جون جلين وهو طيار اختباري بحري من الولايات المتحدة الأمريكية ـ أول أمريكي يدخل المدار، ودارت مركبته الفضائية فريندشيب ـ 7حول كوكب الأرض ثلاث مرات. وخلال بقية الستينيات من القرن العشرين، أنجزت الولايات المتحدة سلسلة من برامج الفضاء موجهة جميعها صوب هبوط أول رائد فضاء على القمر. وفي 20 يوليو 1969م، سطع نجم اثنين من رواد الفضاء الأمريكيين وهما، نيل آرمسترونج، وإدوين ألدرين، وأصبحا أول من تطأ أقدامهما سطح القمر. وخلال السنوات الثلاث الأولى التالية، نجح عشرة آخرون من رواد الفضاء في الهبوط على سطح القمر.
    وفي عام 1981م نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في إطلاق أول مكوك للفضاء من صنعها. وهو مركبة ترتفع في الجو مثل الصاروخ، وتهبط إلى الأرض مثل الطائرة. ومن المعروف أن أول محطة فضاء دائمة هي المحطة الروسية مير التابعة للاتحاد السوفييتي (سابقًا). وقد تم إطلاقها في عام 1986م. وفي عام 1987م منحت الولايات المتحدة الأمريكية عقودًا لبناء محطة فضاء دائمة مصحوبة بجدول زمني لإنجازها واكتمالها خلال أواخر التسعينيات من القرن العشرين ونهايته.
    كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على إطلاق محطة فضائية أمريكية إلا أن انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وإنتهاء الحرب الباردة عام 1991م جعلها تنضم إلى روسيا في وضع برامج مشتركة للمحطات الفضائية. فعلى سبيل المثال، انطلق رائد الفضاء وعالم الكيمياء الحيوية شانون ليوسيد عام 1996م إلى الفضاء على متن مكوك فضائي، وأمضى أكثر من ستة شهور على المحطة الروسية مير.
    وتعمل الولايات المتحدة وروسيا وعدة دول أخرى على إقامة محطة فضائية دولية بحلول عام 2004م. ويأمل المسؤولون أن تستوعب هذه المحطة سبعة رواد فضاء إلى جانب ستة مختبرات عملية. وقد تم بالفعل إطلاق مركبتين وتمت عملية الالتحام عام 1998م. وفي 23 مارس 2001م قامت روسيا بتحطيم المحطة الفضائية مير رغم قدرتها على العمل الفضائي بسبب نقص ميزانية نفقاتها.
    قد تكون الخطوة التالية في استكشاف الفضاء هي إقامة مستعمرات في الفضاء، ولا شك في أن مثل هذه البرامج الواعدة تقدم فرصًا مثيرة لمزيد من الاكتشافات، وتوضح كذلك أن مستقبل الاكتشافات مثل عالم الفضاء ليس له حدود

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 10:39 am