الأمل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأمل

الدراسات الإجتماعية


    إفريقيا

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 65
    تاريخ التسجيل : 11/04/2010

    إفريقيا Empty إفريقيا

    مُساهمة  Admin الجمعة مايو 21, 2010 1:31 pm

    إفريقيا تأتي في المرتبة الثانية بين القارات من حيث المساحة، ومن حيث السكان. وقارة آسيا فقط تغطي مساحةً أكبر منها، وقارة آسيا فقط الأكثر سكاناً منها أيضاً. تشغل إفريقيا خُمس مساحة العالم وتستأثر بثُمن سكانه تقريباً.
    تضم إفريقيا 53 قطراً مستقلاً، إلى جانب العديد من الوحدات السياسية الأخرى. وأكبر أقطارها السودان، مساحته 2,505,813كم²، وأصغرها ـ سيشل مساحته 455كم² ـ وأكثر بلدان إفريقيا سكانًا نيجيريا (أكثر من 125 مليون نسمة)، غير أن خُمسي دولها يقل سكانها عن خمسة ملايين نسمة.
    تتميز القارة الإفريقية بأنها هضبة شاسعة يقطعها القليل من السلاسل الجبلية، ويحيط ببعض جهاتها سهلٌ ساحليٌ ضيِّق. وهي قارة ذات تنوع مدهش وعجائب طبيعيةٍ عظيمة. تُشكّل ذؤابات الأشجار الشاهقة سرادقًا أخضر سميكاً على نطاق غابات الأمطار المدارية في غرب ووسط إفريقيا. وفي شمالها، تمتد أكبر صحراء في العالم الصحراء الكبرى بمساحة تساوي مساحة الولايات المتحدة كلها تقريباً. وفي إفريقيا أطول نهر في العالم، وهو نهر النيل الذي يجري لمسافة 6,400كم شمال شرقي إفريقيا. وفي معظم القارة مروجٌ خضراء. وتعيش الأفيال والزراف والأُسود والحُمُر الوحشية وحيوانات أخرى كثيرة في أراضي الحشائش في الشرق والجنوب. غير أن الصيد وإزالة الحشائش والغابات بوساطة المزارعين قد قلل بصورة ملحوظة أعداد الحيوانات المتوحشة في القارة.
    قارة إفريقيا الواسعة ذات تنوع واضح. فمناطق الطبيعة البِكْر والمدن الحديثة جزء من الطبيعة الريفية للقارة الإفريقية. وأنماط الحياة القديمة والحديثة موجودة في القارة، وساهمت مئات من المجموعات العرقية في بناء الإرث الحضاري الثري.

    ولحماية ما تبقَّى من هذه الحيوانات، أنشأت العديد من البلدان محميَّاتٍ قومية للصيد كما أنشأت المناطق المحجوزة التي أصبحت بدورها مناطق جذبٍ للسياح، الأمر الذي مكَّن للسياحة أن تصبح مورداً اقتصادياً مهماً لعدد من البلدان من بينها كينيا وتنزانيا وزمبابوي.
    تنتمي شعوب إفريقيا إلى عدة مجموعات عرقية وخلفيات حضارية متنوعة. ففي الشمال، على سبيل المثال، أغلب السكان عرب، أما في الجنوب، حيث يسكن معظم الأفارقة، فإن السود يشكلون غالبية السكان، غير أنهم موزعون إلى أكثر من 800 مجموعة عرقية، كل لها لغتها ودينها ونشاطاتها الخاصة. والواقع أن العدد الهائل من المجموعات العرقية ذات الأحجام المتفاوتة جعل من الصعب على الكثير من الدول الإفريقية أن تنمو كدول موحدة وعصرية. ففي حالات كثيرة، تمزِّق الحدود بين الدول أراضي الجماعات العرقية، ولذلك فقد يشعر بعض الناس بالانتماء إلى جيرانهم في الدولة المجاورة أكثر من انتمائهم إلى مجموعات أخرى داخل بلادهم. ولقد أدَّت الخلافات العرقية إلى حروب أهلية في عددٍ من البلدان الإفريقية.
    يسكن حوالي 70% من الأفارقة في المناطق الريفية حيث يمارسون زراعة المحاصيل وتربية الماشية. وفي كثيرٍ من أنحاء الريف الإفريقي، يعيش الأفارقة نمط حياة أسلافهم منذ مئات السنين. وعلى أية حال، هاجر الكثير من سكان الريف إلى المدن في منتصف القرن العشرين حيث استبدلوا بأنماط الحياة التقليدية طرق حياة عصرية.
    تتمتع إفريقيا بثروة معدنية هائلة، ففيها تكويناتٌ ضخمة من النحاس والماس والذهب والنفط. كما تمتلك القارة ثروةً غابيةً قيمة. وإضافة إلى ذلك، يُمكن استعمال العديد من الأنهار الإفريقية والمساقط لإنتاج الطاقة الكهرومائية. تنتج إفريقيا أيضاً معظم الإنتاج العالمي من المنيهوت (الكسافا)، والكاكاو، والبقوليات، واليام. ومع ذلك، فإن لإفريقيا، دون القارات الأخرى، أضعف مستوىً من التنمية الاقتصادية.
    تُعتبر الزراعة النشاط الاقتصاديّ الرائد، غير أن معظم المزارعين يستعملون أدوات وطرقاً زراعيةً عتيقة في استغلال أراضيهم. أما في مجال الصناعة، فقد كان لنقص رأس المال وقلة العمالة المدربة، والمنافسة من قِبَل الصناعات الوافدة من القارات الأخرى أثر سلبيُّ على التنمية الصناعية. وتعتمد معظم دول إفريقيا على واحد أو اثنين من المنتجات الزراعية أو المعدنية في الحصول على أكثر من نصف دخلها من الصادرات، ولذا فإن الاقتصاد يتأثر سلباً في حالة فشل المحصول الزراعي أو تدني الأسعار العالمية. وعموماً، فإن غالبية الدول الإفريقية تعتمد بشدة على العون من دول خارج القارة.
    وقد قامت إحدى أعظم حضارات العالم، وهي الحضارة المصرية القديمة، على ضفاف النيل منذ أكثر من 5000 سنة. ونمت بعد ذلك ممالك أخرى قوية ومتقدمة في إفريقيا. وبالرغم من ذلك، فإن عدداً من غير الأفارقة أطلقوا، ولفترة طويلة من الزمن، على هذه القارة اسم القارة المظلمة. ولعلهم أطلقوا هذه التسمية بسبب جهلهم بما كان يجري داخل القارة وكذلك لاعتقادهم بأن الأفارقة لم يطوِّروا حضارة ذات شأن.
    بدأ الأوروبيون في إنشاء محطاتٍ تجاريةٍ في إفريقيا خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، وصار الذهب أهم صادرات القارة. ولهذا فقد تنافس الأوروبيون بشراسة للسيطرة على إفريقيا خلال القرن التاسع عشر. وبحلول بداية القرن العشرين، توزَّعت القارة تماماً إلى مناطق نفوذٍ استعمارية إمبراطورية.
    لقد قاوم الإفريقيون الحكم الاستعماري منذ بدايته، غير أن المطالبة بالاستقلال لم تأخذ شكل الحركة الشعبية إلا في أواسط القرن العشرين. وقد حصلت 47 مستعمرة على استقلالها في الفترة بين عامي 1950 و1980م، غير أن القادة في معظم هذه الدول الحديثة الاستقلال لم يكن بوسعهم معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي ظلت قائمة بعد الاستقلال. ونتج عن ذلك أن انقلب قادةٌ عسكريون على بعض تلك الحكومات وأطاحوا بها وأحلُّوا محلَّها أنظمة استبدادية عسكرية. وأصبح نظام الحزب الواحد هو قاعدة الحكم في عددٍ آخر من البلدان. أما في العصر الحاضر، فإن التنافس العرقي والخلافات الإقليمية بين الدول تشكل عقبةً أمام استقرار إفريقيا. وإضافة إلى ذلك، فإن هناك مشاكل الضغط السكاني والفقر والمجاعة والأمراض، وهي أكبر التحديات أمام القادة الإفريقيين.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 7:55 pm