الأمل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأمل

الدراسات الإجتماعية


    التضاريس والمناخ

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 65
    تاريخ التسجيل : 11/04/2010

    التضاريس والمناخ Empty التضاريس والمناخ

    مُساهمة  Admin الجمعة مايو 21, 2010 1:33 pm

    السطح:
    تغطي إفريقيا حوالي 30,190,000كم²، أي أكثر من خمس مساحة اليابسة كلها. القارة هضبة ضخمة تغطيها الصحارى والغابات والمروج.
    الأقاليم:
    تنقسم إفريقيا إلى إقليمين رئيسيين هما: 1- إفريقيا السفلى 2- إفريقيا العليا.
    إفريقيا السفلى. تتكون من إفريقيا الشمالية والغربية والوسطى. وباستثناء القليل من السهول الساحلية، فإن الإقليم في معظمه يقع على ارتفاع 150 و610م فوق مستوى سطح البحر. تنقسم إفريقيا السفلى إلى ستة أقاليم هي:
    1- الأراضي الساحلية المنخفضة 2- المرتفعات الشمالية 3- هضبة الصحراء 4- الهضبة الغربية 5- حوض النيل 6- حوض الكونغو.
    تكون الأراضي المنخفضة الساحلية شريطاً ضيقاً حول إفريقيا الشمالية وفي الجزء المنبعج من إفريقيا الغربية. يحتوي هذا الإقليم على أراضٍ زراعيةٍ خصبة، وعلى غابات وشواطئ رملية، وعلى صحارى ومستنقعات.
    وتشكل المرتفعات الشمالية منطقةً جبلية تمتد عبر أجزاء من الجزائر والمغرب وتونس. وتوجد بجبال أطلس في هذا الإقليم رواسب صخور الفوسفات وخام الحديد والمنجنيز.
    وتغطي هضبة الصحراء معظم إفريقيا الشمالية. والصحراء بدورها تغطي معظم الهضبة وترتفع فوق بعض أماكنها مجموعاتٌ من جبال منعزلة. وترقد رواسب قيمة من النفط والمعادن الأخرى تحت الصحراء. تتداخل الصحراء مع إقليم الحشائش الجافة المعروف بالساحل في الشريط الجنوبي للهضبة الصحراوية.
    وتقع الهضبة الغربية جنوبي هضبة الصحراء، وتتكون من الغابات والحشائش وتجري فيها أنهار مثل نهر النيجر.
    وحوض النيل أرض مسطحة وجافة يجري فيها النيل وروافده في شمال شرقي إفريقيا. وبالإضافة إلى الأراضي الخصبة على جانبي النيل، تنتشر الصحراء في الشمال ومستنقعات السدود في الجنوب.
    ويضم حوض الكونغو وسط غربي إفريقيا معظم الأراضي التي يرويها نهر الكونغو وروافده. وتغطي غابات الأمطار المدارية معظم الحوض.
    إفريقيا العليا. تتكون من إفريقيا الشرقية، والجنوبية. ومعظم أجزاء هذه المنطقة على ارتفاع أكثر من 910م فوق مستوى سطح البحر. وتنقسم إفريقيا العليا إلى خمس مناطق صغيرة هي:
    1- منطقة الأخدود 2- المرتفعات الشرقية 3- الهضبة الجنوبية 4- الأراضي المنخفضة الساحلية 5- مدغشقر.
    تمتد منطقة الأخدود من إثيوبيا إلى موزمبيق. وتتكون المنطقة من الأخدود الإفريقي العظيم وهو مجموعة من الشقوق المتوازية التي تشكِّل أوديةً عميقةً حادة الحواف. وتضفي البحيرات والجبال جمالاً على هذه المنطقة التي تضم بعض أخصب الأراضي الزراعية في إفريقيا نظراً لوجود التُّرب البركانية الغنية.
    وتعتبر المرتفعات الشرقية مروجاً خضراء ذات مراعٍ تستفيد منها القطعان والكثير من الحيوانات المتوحشة، ويمر الأخدود المتضرِّس عبر المرتفعات الشرقية.
    وتغطي الهضبة الجنوبية معظم إفريقيا الجنوبية. ومعظم أراضي الهضبة مستويةٌ أو مروجٌ متدحرجة يُستفاد من أراضيها في زراعة المحاصيل والرعي. وتنتشر فوق الهضبة الصحارى والمستنقعات والغابات، كما تحيط الجبال المتضرسة والحوافُّ الجبلية بالهضبة من ناحية الجنوب والغرب. وتوجد رواسب من الماس والذهب تحت هذه الهضبة.
    وتحيط الأراضي المنخفضة الساحلية بحواف الهضاب العالية بإفريقيا الشرقية والجنوبية، حيث تضم الأراضي المنخفضة أراضي زراعيةً خصبةً وشواطئ رمليةً وأراضي مستنقعات رطبة.
    أما جزيرة مدغشقر، رابع أكبر جزيرة في العالم، فتقع على بعد نحو 390كم في المحيط الهندي في الجهة الجنوبية الشرقية من القارة. ومع أن الجزيرة جزءٌ من إفريقيا العليا، فإنه يمكن تقسيمها أيضاً إلى جزءين أساسيِّين. تشكل الأراضي الساحلية المنخفضة شريطاً ضيقاً بطول الساحل الشرقي ثم تتسع لتصير سهولاً خصبةً في الغرب. تشغل المرتفعات الوسطى كلَّ الأجزاء الوسطى بطول الجزيرة، وينتشر فوقها عددٌ من القمم يزيد ارتفاع بعضها على 2,700م فوق مستوى سطح البحر.
    الصحارى وإقليم الحشائش والغابات. تغطي الصحارى نحو خمسي قارة إفريقيا. تمتد الصحراء الكبرى، وهي أكبر صحارى العالم، عبر إفريقيا الشمالية من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، كما تشغل مساحةً تبلغ نحو 9 ملايين كم². والصحراء الكبرى منطقة صخورٍ عارية وجلاميد وأحجار وتلال رملية لايقطعها إلا القليل من الواحات ووادي النيل الخصب. تجاور صحراء ناميبيا ساحل الأطلسي في إفريقيا الجنوبية الغربية وإلى الداخل منها تمتد صحراء كلهاري.
    تشغل أقاليم الحشائش التي تُسمَّى أيضاً السافانا أكثر من خمسي مساحة إفريقيا. تشكل السافانا قوساً عريضاً يبدأ من ساحل الأطلسي إلى جنوبي الصحراء الكبرى ماراً بإفريقيا الشرقية ليتجه مرةً أخرى غرباً ليعود إلى الأطلسي ماراً بجنوب حوض الكونغو. وتنمو الحشائش الطويلة والشجيرات الشوكية والأشجار المتفرقة في هذه المنطقة. أما الغابات الكثيفة، فتظهر في المناطق الأكثر مطراً، أما قرب الصحراء، فتقل الأشجار وتكون الحشائش أقصر.
    تغطي الغابات أقل من خُمس مساحة إفريقيا. ويظن بعض الناس من خارج القارة أن إفريقيا مجرد غابةٍ يشق الإنسان طريقه فيها بالفأس أو السكين. وفي واقع الأمر، فإن الغابة بمعناها الحقيقي نادرة الوجود في إفريقيا. ومعظم الغابات في إفريقيا غاباتُ أمطار مدارية حيث تنبت أشجارها العريضة الأوراق والدائمة الخضرة في حوض الكونغو وفي أجزاء من غرب إفريقيا ومدغشقر. وتظل أرض هذه الغابات مفتوحةً دون معوقات. وتحف جيوبٌ من غابات المانجروف الكثيفة المتداخلة ببعض المناطق الساحلية غربي وشرقي القارة، وكذلك في مدغشقر. وتنمو غاباتٌ أخرى في مرتفعات إفريقيا الشرقية وفي الجبال، في الشمال الغربي وفي أجزاء من الجنوب.
    الأنهار والشلالات. يجري نهر النيل، أطول أنهار العالم، مسافة 6,695كم، من شرق إفريقيا الوسطى إلى الشمال نحو البحر المتوسط. لكن معظم الأنهار الرئيسية الأخرى في إفريقيا بما في ذلك نهر الكونغو ونهر النيجر، تصبُّ في المحيط الأطلسي. وتضم الأنهار التي تصبُّ في المحيط الهندي نهري الليمبوبو والزمبيزي.
    تجعل الشلالات والمساقط المائية الملاحة أمراً عسيراً في العديد من الأنهار الإفريقية، لكنها مع ذلك تزود القارة بما يساوي 15% من إمكانات الطاقة المائية العالمية. وقد شيدت مشروعات الطاقة الكهرومائية المتعددة الأغراض على عدد من الأنهار. وبالإضافة إلى توفير الطاقة الكهرومائية وتوفير مياه الري، تهتم هذه المشروعات بالتحكم في الفيضان. وتمثل بعض الشلالات، كشلالات فكتوريا على نهر الزمبيزي، مناطق سياحية رائعة.
    البحيرات. توجد معظم بحيرات إفريقيا شرقي القارة حيث تتشكل سلسلة من البحيرات الطويلة العميقة في بطون الأودية الأخدودية. وتُعتبر بحيرة تنجانيقا، إحدى تلك البحيرات، أطول بحيرةٍ عذبةٍ في العالم إذ تمتد مسافة 680كم ويصل عمقها إلى أكثر من 1,430م. تشمل البحيرات الأخدودية الأخرى نياسا وألبرت وتيركانا. وتقع أكبر بحيرات إفريقيا، وهي بحيرة فكتوريا في حوضٍ ضحلٍ بين سلسلتين من الأودية الأخدودية. ومن حيث العذوبة، تأتي فكتوريا التي تشغل مساحة تبلغ 69,484كم²، في المرتبة الثانية بعد بحيرة سوبيريور.
    الجبال. تسببت الأنشطة البركانية في ظهور معظم جبال إفريقيا العالية. ولذلك، فإن أعلى قمتين، وهما كيليمنجارو بارتفاع 5,895م، وجبل كينيا، بارتفاع 5,199م، تطلان على براكين خامدة. وبالرغم من أن كلتيهما تقعان قريباً من خط الاستواء، إلا أن قمم هذه الجبال تغطيها الثلوج كما أن بها الجبال الجليدية في معظم أوقات السنة. نتج عن الأنشطة البركانية أيضاً مرتفعات إثيوبيا، وكتلة تبستي المنعزلة في الصحراء، وجبل الكاميرون أعلى قمة في إفريقيا الغربية. وتغطي الصخور البركانية دراكنز برج، وهي منطقةٌ جبليةٌ تنحدر منها مباشرة هضبة إفريقيا الجنوبية والشرقية نحو البحر. وتقع أعلى قمة على جبال دراكنز برج بين ليسوتو ومقاطعة ناتال في جنوب إفريقيا.
    أما السلسلتان الرئيسيتان غير البركانيتين فهما سلسلة رونزوري وجبال أطلس. تقع سلسلة رونزوري على الحدود بين أوغندا والكونغو الديمقراطية (زائير)، وتمتد جبال أطلس من المغرب إلى تونس، وتشكِّل أطول جبال إفريقيا، وهي تنتمي لنفس المجموعة الجبلية التي تنتمي إليها جبال الألب الأوروبية.
    المناخ


    تتميز معظم إفريقيا بالمناخ الدافئ أو الحار، لكن الرطوبة والأمطار تتفاوت بشكلٍ واضح من منطقة إلى أخرى. والخريطة في الصفحة التالية توضح أنماط المناخ في إفريقيا، كما أن الخرائط على الصفحة التي تليها تشير إلى متوسط الحرارة لشهري يناير ويوليو، ومتوسط التساقط السنوي من المطر، والجليد المذاب، والأنواع الأخرى من الرطوبة.
    توجد في إفريقيا أكبر منطقة مدارية مقارنةً بالقارات الأخرى. وينصِّف خط الاستواء القارة، وتقع حوالي 90% من أراضيها بين المدارين. وتتعاقب الفصول جنوبي خط الاستواء في صورة معاكسة لما في شماليه، لكن درجات الحرارة عالية على وجه العموم في كل مناطق القارة.
    ويلاحظ صغر المدى الحراري الفصلي. وفي الحقيقة، فإن المدى الحراري اليومي أكبر منه في معظم أجزاء القارة، أي أن الفرق بين درجات حرارة النهار ودرجات حرارة الليل أكبر من الفرق بين درجات أحرِّ الشهور ودرجات أبردها. ولهذه الأسباب، يقول بعضهم: "شتاء إفريقيا في لياليها".
    تتركز أعلى معدلات الحرارة في الصحراء الكبرى وفي أجزاء من الصومال. كانت أعلى درجة حرارة في الظل هي 58°م، وقد تم تسجيلها في العزيزية في ليبيا في 13 سبتمبر عام 1922م. تصل درجات حرارة شهر يوليو في عين صالح بالجزائر وعلى طول الساحل الشمالي للصومال إلى 46°م أو أكثر، وذلك بصورةٍ يومية تقريباً. أما درجات حرارة الليل، فتهبط بشكل واضح. وتتميز الصحراء الكبرى بأكبر مدىً حراريّ فصليّ في إفريقيا.
    يتراوح متوسط حرارة الشتاء في الصحراء الكبرى بين 10°م و16°م. وتتراوح المتوسطات على مدار السنة عند خط الاستواء في حدود 24°م، ومن النادر أن تُسجَّل درجات حرارة أعلى من 38°م.
    والمناطق الأكثر برودة في إفريقيا هي الشمال الغربي، والأراضي المرتفعة في الشرق، وأجزاء من الجنوب. وفي جوهانسبرج بجنوب إفريقيا مثلاً، يكون يناير، وهو أدفأ الشهور، بمتوسط 20°م فقط، أما الصقيع والجليد، فهي ظواهر عادية في جبال إفريقيا.
    وتتوزع الأمطار توزعاً غير متساو في إفريقيا، فهناك مناطق أمطارها غزيرة جداً وأخرى أمطارها قليلة جداً. ويصل المعدل السنوي للأمطار في أجزاء من غرب إفريقيا إلى أكثر من 250سم. ويبلغ معدل شهر يونيو في منروفيا في ليبيريا نحو 100سم من الأمطار. وفي تناقض غريب، نجد أن أكثر من نصف إفريقيا لاتزيد أمطاره على 50سم من الأمطار سنوياً. وتصل المعدلات في الصحراء الكبرى وفي صحراء ناميبيا إلى أقل من 25سم في العام. وفي بعض أجزاء الصحراء، قد لاينزل المطر لمدة سنة أو سنوات متوالية. وعندما ينزل المطر يصاب أطفالٌ كثيرون بالذعر لأنهم لم يشاهدوه من قبل.
    يهطل المطر على مدار العام في غابات حوض الكونغو والمناطق الساحلية في غرب إفريقيا. أما بقية إفريقيا ففيها فصل من الأمطار الغزيرة أو فصلان تفصل بينهما فترات جافة. وتتباين معدلات الأمطار في بعض مناطق إفريقيا بشدة من عام لآخر وذلك أكثر من تباينها من فصل لآخر.
    ومنذ أواخر الستينيات من القرن العشرين، تسبَّب الجفاف في معاناة كبيرة في بعض أجزاء إفريقيا؛ فقد مات ملايين الإفريقيين بسبب الجوع والمرض. وكانت أكثر المناطق تضرراً إثيوبيا ومناطق الساحل في الأطراف الجنوبية للصحراء الكبرى.
    جعل مناخ إفريقيا التقدُّم الزراعي صعباً. وأصبح المزارعون في مناطق الأمطار القليلة المتذبذبة غير قادرين على تحديد أي محصولٍ يزرعونه. كما لجأ بعض المزارعين إلى زراعة عددٍ من المحاصيل ذات المتطلبات المتفاوتة من الرطوبة بأمل أن يُصيب أحدها نجاحاً. واختار بعضهم الآخر زراعة محصولٍ أو اثنين مخاطرين بما قد يحدث من مجاعةٍ في حالة عدم سقوط المطر بالمعدل المطلوب من المياه. أما مناطق الأمطار الغزيرة، فتعاني جرف الأجزاء الحيوية من التربة. والواقع أن المناخ الحار الرطب في كثيرٍ من أنحاء إفريقيا يساعد على انتشار الحشرات الناقلة للأمراض لكل من الإنسان والحيوان.

    الحيوانات في إفريقيا


    حيوانات إفريقيا أشهر الحيوانات في العالم. وتعيش في القارة آلاف الفصائل من الثدييات والزواحف والبرمائيات والأسماك والطيور والحشرات. تنتقل أعداد ضخمة من الظباء والجاموس والزراف والحمر الوحشية بين مروج الشرق والجنوب فتفترسها الفهود الصيادة والضباع وبنات آوى والنمور الرقطاء والأسود. وتسكن القطعان المتبقية من الأفيال في الشرق والجنوب الشرقي. أما قرد الرباح الإفريقي، فيعيش في مناطق كثيرة. وتعيش التماسيح وأفراس النهر في الأنهار المدارية والمستنقعات، كما يسكن الشمبانزي والقرود الغابة. وتوجد الطيور الكبيرة مثل البشروش والبجع واللقالق في إفريقيا الشرقية والجنوبية. ويعيش النعام في الجنوب وفي الأجزاء الشرقية من إفريقيا وفي الصحراء الكبرى الغربية. أما حيوان الليمور أو الهبار، فيعيش في مدغشقر وهو من فصيلة القردة.
    كانت الحيوانات المتوحشة في إفريقيا أكثر عدداً وأكثر انتشاراً مما هي عليه اليوم. وقد أوضحت الرسومات القديمة على الصخور أن أفراس النهر والزراف سكنت يوماً ما في مناطق هي الآن صحراوية، وقد تسبَّبت التغيرات المناخية نوعاً ما في تقليل الأعداد وإنقاص عدد الفصائل. وكان الإنسان هو السبب الأهم وذلك بالصيد الجائر، وتدمير البيئات الطبيعية التي تعيش عليها الحيوانات ليجد متسعاً من الأرض للزراعة والعمران. ومن الحَتميّ أن تنقرض حيواناتٌ مثل الخرتيت الأبيض والغوريلا والفيل تماماً إذا لم تتم حمايتها من التدخل البشري.
    وقد اتخذت البلدان الإفريقية خطواتٍ لحماية ثرواتها الواسعة من الحياة الطبيعية. لقد أصبح صيد بعض الحيوانات ممنوعاً في مناطق كثيرة. وقام عددٌ من البلدان الإفريقية بإنشاء محميَّاتٍ وحدائق قومية مفتوحة للحيوانات حيث يمنع فيها الصيد بهدف حماية هذه الحيوانات. وبدأ تنظيم الصيد في شكل حملات (سفاري) مرتبة. يذهب الكثيرون في رحلات السفاري لتصوير الحيوانات في بيئتها الطبيعية. ولكن، على الرغم من ذلك، فإن الصيد الجائر لايزال يمثِّل تحدياً كبيراً.
    يعارض كثيرٌ من أهل الريف الإفريقيين إجراءات المحافظة على الحيوانات المتوحشة. فالحيوانات المتوحشة تنافس في بعض المناطق المزارعين والرعاة على الأرض الصالحة للزراعة، وقد تقوم بتدمير المحصول بأكمله أو تهدد حياة القرويين وحيواناتهم. ولحوم بعض الحيوانات المتوحشة تشكل جزءاً مهماً من وجبة بعض الإفريقيين، كما أن بعض من يهتمون بممارسة الصيد غير المقنن يعانون الأمرَّيْن لإطعام أُسرهم.

    النباتات في إفريقيا


    تتنوع الحياة النباتية في إفريقيا بحسب المناخ والارتفاع. وتحتفظ الغابات الاستوائية والمدارية المطيرة في إفريقيا الغربية والوسطى بمئات الأنواع من الأشجار التي تشمل أشجار زيت النخيل، وأشجار الفاكهة، مثل الأناناس والمانجو، إضافة إلى أشجار الكاكاو والأبنوس وخشب الماهوجني وخشب التيك، وأنواعاً أخرى من الأخشاب الصلبة اللينة التي تستعمل في صناعة الأثاث وخشب الأبلكاش وأخشاب القشرة. وتستند أشجار المانجروف إلى جذور طويلة، وهي تنتشر في مناطق المستنقعات على طول السواحل المدارية. أما أشجار الزيتون والبلوط والأشجار الدائمة الخضرة، كالآس، فتنمو في الشمال الغربي وكذلك في الكاب أو الجزء الجنوبي من القارة.
    وتغطي النباتات المقاومة للجفاف والحرائق أراضي الحشائش. تضم أراضي الحشائش إضافةً إلى العديد من الأعشاب، أشجار التبلدي السميكة الجذوع والأكاسيا وشجيرات اليتوع الشوكية. تضم حشائش الإستبس الجافة جداً عند أطراف الصحراء عشبيات قصيرةً والقليل من أنواع النباتات الأخرى. ويوجد في واحات الصحراء وأوديتها نخيل التمر والدوم ونبات الطرفاء وبعض أنواع أشجار الأكاسيا. وقد تظهر أنواعٌ معينةٌ من الحشائش والشجيرات قصيرة العمر في الصحراء، خصوصاً بعد العواصف الممطرة التي نادراً ما تحدث هناك.
    وعلى المرتفعات الإفريقية، تنمو أجمات الخيزران وأشجار البودوكاربس وأشجار السرخس والأرز، حيث تغطى المراعي في المنحدرات العالية بالأعشاب والحوذان والبنفسج. أما الحزازيات والأشنة، فتنمو بالقرب من قمم الجبال.
    لقد دمر الناس كثيراً من النباتات الطبيعية في إفريقيا، وأزال المزارعون الغابات لزراعة المحاصيل، كما أحرق الصيادون الحشائش لتخرج إليهم حيوانات الصيد. وأخيراً، فقد حوَّل الرعي الجائر أجزاءً من أراضي الحشائش إلى صحراء تقريباً
    .الحياة النباتية في إفريقيا
    الفصائل الدخيلة. جُلبت كثيرٌ من النباتات الشائعة في إفريقيا اليوم من أجزاءٍ أخرى من العالم بوساطة التجار والمستعمرين. فقد استجلبوا معظم محاصيل الغذاء، مثل الموز والكاسافا والذرة الشامية، كما استجلبوا أيضاً المحاصيل النقدية كالكاكاو والشاي. كما أن أشجار الأوكالبتوس الواسعة الانتشار في إفريقيا والتي تستعمل حطبًا للحريق أو مواد بناء أصلها أسترالي. واستجلب المستوطنون الأوروبيون من آسيا معظم حيوانات الحقل الإفريقية، مثل الأبقار والماعز والأغنام والجمال، التي تمد معظم إفريقيا الشمالية بالطعام وغير ذلك من الضروريات.

    الاقتصاد


    البلدان الإفريقية عمومًا ذات اقتصاديات نامية. وتعاني الدول الإفريقية، على وجه الخصوص، تدني الناتج الوطني الإجمالي الذي يمثل قيمة مجموع السلع والخدمات المنتجة داخل الدولة خلال سنة. ويمكن التوصل إلى نصيب الفرد من الناتج الوطني الإجمالي عن طريق قسمة الناتج الوطني الإجمالي على عدد السكان. وعلى هذا، لا يصل دخل الفرد في معظم البلدان الإفريقية إلى 400 دولار أمريكي في العام.
    الزراعة. توظف الزراعة عدداً أكبر من العاملين وتساهم بقدرٍ أوفر في القيمة النهائية للإنتاج في إفريقيا أكثر من أي نشاطٍ اقتصادي آخر. تتصدر إفريقيا العالم في إنتاج الكاكاو والكاسافا وفول البلاذر والقرنفل ونواة النخيل وفول الفانيلا واليام. كذلك تُعتبر إفريقيا منتجاً رئيسياً للموز والبن والقطن والفول السوداني والمطاط والسكر والشاي. ويربي الإفريقيون أكثر من ثلثي جمال العالم وثلث الماعز وسُبع رؤوس الماشية والأغنام في العالم.
    كما يزرع المزارعون الإفريقيون جملة من المحاصيل الغذائية لاستعمالهم الشخصي. تشمل المحاصيل الغذائية الرئيسية في أراضي غربي ووسط إفريقيا الرطبة: الموز ولسان الحمل والأرز والجذريات كاليام والكاسافا. وتزرع الذرة الشامية والدخن والذرة الرفيعة في أقاليم الحشائش في الشرق والجنوب. كما يُزرع في شمال إفريقيا الشعير والقمح، ويستعمل المزارعون مياه الري للفواكه والخضراوات. ويزرع سكان واحات الصحراء التمور وقليلاً من الشعير والقمح.
    وتُستغَلُّ ثلاثة أخماس الأراضي الزراعية في إفريقيا في الزراعة الإعاشية حيث يزرع الناس ما يسد حاجتهم المباشرة فقط. غير أنه يلاحظ أن الاتجاه نحو هذا النوع من الزراعة في تناقصٍ مستمر حيث يتجه الإفريقيون بشكلٍ مطرد نحو إنتاج المحاصيل النقدية. هذا بالإضافة إلى أن مزارعي الإعاشة أنفسهم يستعملون جزءاً من أرضهم لإنتاج المحاصيل النقدية. وقد أحدث التحول عن زراعة الإعاشة إلى المحاصيل النقدية بعض المشاكل. يحدث مثلاً نقص في الغذاء، لأن عدداً من المزارعين انصرفوا عن إنتاج محاصيل الغذاء. وثمة مشكلة أخرى هي أن منتجي المحاصيل النقدية لا يضمنون دخولاً مستقرةً بسبب التبدُّل المستمر للأسعار في السوق العالمية.
    لقد كانت ملكية الأرض في الماضي حقاً مشاعاً بين جميع أفراد القبيلة، إلا أننا نشهد الآن شيوع نظام الملكية الفردية مع أن النزعة نحو التعاون مازالت قوية. ونجد أن كثيراً من المزارعين يضمون أراضيهم بعضها إلى بعض ويشترون المعدات والبذور في شكلٍ جماعي، كما يشتركون في الجمعيات التعاونية لتسويق محاصيلهم.
    ويستأجر بعض المزارعين في إفريقيا الشمالية الأراضي التي يزرعونها. كما أن هناك حيازات ومستعمرات زراعية كبيرةً تنتج المحاصيل النقدية، مثل جوز الهند ومنتجات الزيت والمطاط والسيزال والسكر والشاي. ويعمل آلاف العمال بصفة دائمة أو بعض الوقت في هذه المزارع.
    وعلى وجه العموم، تبدو الإنتاجية الزراعية متدنيةً في إفريقيا، ويرجع ذلك إلى عددٍ من الأسباب. فالمزارعون يزرعون مساحات صغيرةٍ من الأرض كما أنهم يزرعونها بوسائل غير فعالة. وكذلك، فإن معظم الأراضي الإفريقية رقيقة الطبقات وفقيرة التربة. وتجرف الأمطار الغزيرة في غرب ووسط إفريقيا الطبقات العلوية الغنية من التربة. ويتسبب الجفاف والفيضانات أحياناً في تدمير المحاصيل وإضعاف الإنتاج بشكلٍ ملحوظ. لا تربىَّ الماشية في مناطق كثيرة في إفريقيا بسبب المناخ غير الملائم أو الأمراض المدارية، هذا علاوة على أن سلالات الماشية الإفريقية غير محسنة.
    التعدين. يساهم التعدين بما يزيد على نصف عائد الصادرات في إفريقيا، إلا أنه يوظف أقل من 1,5 مليون من العاملين. وتتوزع الثروة المعدنية في إفريقيا بطريقة غير متساوية، فنجد أن خمسة بلدان فقط، وهي: جنوب إفريقيا وليبيا ونيجيريا والجزائر وزامبيا، تنتج أربعة أخماس كل المعادن المصدرة. وتسيطر الحكومة في العديد من البلدان على صناعة التعدين وتستعمل عائدها في تمويل المشاريع الحكومية.
    تعتبر جنوب إفريقيا المنتج الأول للذهب في العالم وتأتي ليبيا ونيجيريا في صدارة الدول المنتجة للنفط في العالم، وكذلك الأمر بالنسبة للجزائر أحد البلدان المهمة في إنتاج النفط. وتنتج إفريقيا كذلك ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي من الكوبالت، وأكثر من خُمسي الإنتاج العالمي من الفاناديوم، وحوالي ثُلث الإنتاج العالمي من الكروم والمنجنيز والبلاتين. كما أن إفريقيا هي المنتج الرئيسي للنحاس والماس والفوسفات واليورانيوم. ومن المعادن الأخرى التي تُنتج في القارة، الأنتيمون وخام الحديد والغاز الطبيعي والقصدير.
    التصنيع. يؤدي التصنيع دوراً ضئيلاً في الاقتصاد الإفريقي، وقد كان الاهتمام بالزراعة والتعدين مرتكزاً في الماضي على اهتمام المستعمرين بالزراعة والتعدين حتى تحصل الصناعة في أوروبا على ما تحتاج إليه من مواد خام. وفي الوقت الحاضر، نجد أمماً إفريقية ناشئة لديها كم هائل من المواد الخام لكنها مع ذلك بدون صناعات. ولايستطيع العديد من البلدان الإفريقية مقابلة النفقات الباهظة لبناء مصانع، كما أنها تعاني نقص العمالة الماهرة ونقص الإداريين والفنيين. وإضافة إلى كل ذلك، فإن منافسة الصناعات الأمريكية والأوروبية لها لم تشجع تنمية صناعة حقيقية في إفريقيا.
    ومنذ مطلع القرن العشرين، بنت المدن الكبرى والبلديات في إفريقيا صناعات صغيرة تنتج سلعاً استهلاكية مثل السجائر والأثاث والأحذية والصابون والمشروبات الغازية. كما تنتج بعض المصانع الإفريقية سلعاً مثل أجزاء السيارات والنسيج.
    وجنوب إفريقيا هي أكثر البلدان تصنيعاً في إفريقيا، فهي تنتج خمسي السلع المصنَّعة في القارة. تنتج مصانع جنوب إفريقيا تشكيلة من المنتجات تشمل السيارات والمواد الكيميائية والملابس والأطعمة الجاهزة والحديد والصلب. وتلي جنوب إفريقيا في الأهمية مصر والجزائر والمغرب ونيجيريا.
    الحِراجة وصيد الأسماك. تمتلك إفريقيا ربع غابات العالم، لكن 15% فقط منها هو المستغل في إنتاج أخشاب الصناعة وخشب الأبلكاش وأخشاب القشر وغيرها. وتشمل الأشجار ذات القيمة العالية أخشاباً صلبةٍ مثل الجوز الإفريقي وشجر الماهوجني وأخشاباً لينة مثل الأوكالبتوس والأُكومي. وتظهر أهمية الحراجة بصورة خاصة في الكاميرون والكونغو والجابون وغانا وساحل العاج ونيجيريا والكونغو الديمقراطية.
    تجلب أساطيل الصيد على طول السواحل الإفريقية كميات كبيرة من الأنشوفة والماكريل والسردين وسمك التونة وأنواع أخرى من الأسماك. وتصدر إفريقيا معظم هذه الأسماك في شكل زيت سمك أو وجبة سمك. وتوفر الأنهار والبحيرات قدراً وافراً من أسماك المياه العذبة التي توفر البروتين الذي تفتقر إليه وجبة كثيرٍ من الإفريقيين. توجد مصايد المياه العذبة الرئيسية في بحيرات شرق إفريقيا، والمستنقعات التي حول بحيرة تشاد وفي أعالي نهر النيل.
    النقل والمواصلات. في إفريقيا 1,300,000كم من الطرق، لكن المرصوف منها لايزيد على 97,000كم فقط. وتكون الطرق، في مناطق كثيرة، غير صالحةٍ للاستعمال أثناء موسم الأمطار. يمتلك أقل من 2% من الإفريقيين سيارات ويسكن غالبيتهم في المدن. تتَّبع الحافلات والشاحنات طرقاً محددةً لنقل الناس والبضائع بين القرى، ولذلك فإن بعض الناس يلجأ إلى المشي على الأقدام أو يعتمد على الدراجة، كما تُستعمل الحمير والحيوانات الأخرى في نقل البضائع والناس في مناطق كثيرة. وتُعتبر الجمال وسيلة نقلٍ يُعتمد عليها في الصحراء.
    تصل أطوال خطوط السكك الحديدية في إفريقيا إلى 95,000كم. وتتمتع جنوب إفريقيا بأفضل نظام للسكك الحديدية، كما تربط شبكاتٌ لا بأس بها أجزاءً في شمال إفريقيا. لكن معظم الخطوط الأخرى خطوطٌ حديديةٌ غير مزدوجة تنقل المعادن والمنتجات الزراعية إلى الموانئ التي تعمل في التجارة الخارجية. والواقع أن أغلب خطوط السكك الحديدية في إفريقيا بنيت خلال الحقبة الاستعمارية لأغراض عسكرية وتجارية.
    ويفتقر الساحل الإفريقي إلى الموانئ الطبيعية الجيدة، إلا أن المهندسين استطاعوا بناء مرافئ ذات تجهيزات ملاحية حديثة في كل البلدان الساحلية تقريباً. وتستخدم المجاري المائية الداخلية كطرقٍ ملاحيةٍ في أجزاءٍ محدودةٍ من القارة. فالشلالات والمساقط المائية تعوق الملاحة في كثيرٍ من الأنهار. إضافة إلى أن الأنهار والبحيرات في أماكن الأمطار الفصلية المحدودة تصبح أحياناً ضحلةً بحيث تتعذر فيها الملاحة في جزء من العام. ويستعمل القرويون في الغابات المدارية القوارب المصنوعة من جذوع الأشجار، وكذلك المركبات الصغيرة، في النقل النهري. وتربط السكك الحديدية والطرق تلك الأجزاء الملاحية في أنهار الكونغو (زائير) والنيجر والنيل بالموانئ المحيطية والبحرية معوضةً بذلك عن الأجزاء غير الصالحة للملاحة في تلك الأنهار.
    وتمتلك معظم الدول الإفريقية خطوطاً للطيران تباشر الأسفار الداخلية والدولية معاً، كما تخدم المدن الإفريقية الكبرى خطوط الطيران الأجنبية.
    الاتصالات. تتمتع مدن إفريقيا بوسائل اتصال أفضل من المناطق الريفية.ولكل من هذه المدن صحفها المحلية، كذلك تتوافر الصحف والمجلات من أوروبا والولايات المتحدة في معظم المدن الكبرى. وتوفر أغلب البلدان في إفريقيا خدمات تلفازية، أما أجهزة التلفاز فتوجد بمعدل جهاز واحد لكل 25 شخصاً. ويعيش في الريف أشخاصٌ لم يشاهدوا التلفاز مطلقاً. ويُعتبر المذياع وسيلة الاتصال الجماهيري الأساسية حيث تبث محطات الإذاعة برامجها في كل البلدان. ورغم أن أجهزة الراديو توجد بمعدل جهاز واحد لكل 5 أشخاص إلا أن هناك بلادًا إفريقية جنوبي الصحراء لا تملك إلا 8% فقط من أجهزة المذياع، حيث يوجد جهاز مذياعٍ واحدٍ على الأقل في كل قرية، فيتجمع القرويون حوله للاستماع إلى الأخبار والبرامج الأخرى.
    وتقتصر الخدمات الهاتفية، إلى حد ما، على المدن. ولكن في الآونة الأخيرة حدثت طفرة كبيرة في خدمة الهاتف في الريف والقرى في بعض الدول مثل مصر وغيرها من الدول. تمتلك القارة نحو سبعة ملايين خط هاتفي. وفي مصر وحدها نحو ربع خطوط هواتف القارة. وقد أُدخلت الخدمات الهاتفية في معظم البلدان الإفريقية في بادئ الأمر بوساطة الحكام المستعمرين بهدف مساعدة الإدارة الاستعمارية. لذا، يُعتقد أن الاتصالات الهاتفية بين إفريقيا وأوروبا أفضل من تلك التي تربط بين البلدان الإفريقية أو داخل البلد الواحد نفسه حتى أيامنا هذه.
    التجارة الخارجية. تساهم إفريقيا بنحو 4% فقط من القيمة الكلية للصادرات والواردات في التجارة الدولية. ورغم ذلك، فإن التجارة تؤدي دوراً مهماً في اقتصاد القارة. يتم تصدير ما يقارب الربع من الإنتاج الكلي لإفريقيا إلى الخارج. وقد كان للتجارة الخارجية أثر إيجابي في تطوير وسائل النقل وشبكات الاتصال وفي قيام المدن وتوسعها، وفي تطور زراعة المحاصيل النقدية.
    تتعامل إفريقيا تجارياً مع أوروبا واليابان وأمريكا الشمالية. وتتمثل أهم واردات إفريقيا في: الأطعمة والحديد والصلب والمعدات والسيارات.
    ويسهم النفط بأكثر من نصف الصادرات الإفريقية. ثم تأتي سلع الكاكاو والبن والقطن والذهب والغاز الطبيعي على رأس قائمة الصادرات الأخرى. ويعتمد عددٌ من الدول الإفريقية في صادراته على سلعةٍ واحدة. تعتمد ليبيا ونيجيريا، على سبيل المثال، على النفط بصورةٍ أساسية، وتعتمد بوتسوانا على الماس، وجامبيا على الفول السوداني، وغانا على الكاكاو، وأوغندا على البن، وزامبيا على النحاس، ومصر والسودان على القطن.
    والواقع أن الأهمية القصوى للتجارة الخارجية في الاقتصاد الإفريقي، والاعتماد الكبير على عدد محدود جداً من الصادرات جعل الاقتصاديات الإفريقية تتصف بحساسية عالية لتقلبات الأسعار في السوق العالمية. ونتيجةً لكلِّ هذا، أصبحت إفريقيا نشطةً عالمياً في مجالات السيطرة على تقلبات الأسعار والحصول على شروط أفضل وأكثر إنصافاً في التعامل التجاري. تنتمي كلُّ من الجزائر والجابون وليبيا ونيجيريا إلى عضوية منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك وهي منظمة للدول المنتجة للنفط تتمتع بقدر كبير من التأثير على السوق العالمية للنفط. تنتمي الدول الإفريقية المعتمدة على سلعة واحدة للتصدير إلى منظمات مماثلة تُعنى بالتصدير كلًّ في مجالها.
    العون الخارجي. تعتمد كلُّ الدول الإفريقية تقريباً بشكل أو آخر على العون الخارجي الذي يأتي في شكل منحٍ مالية أو قروض أو مساعدات فنية في مجالات الزراعة أو التربية أو الصحة.
    تقدم الدول أو المنظمات العالمية العون لإفريقيا، ويقدم هذا العون على هيئة فوائد مركبة أحيانًا. وتأتي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة في مقدمة الدول المانحة. تقدِّم الأمم المتحدة من خلال منظماتها المتعددة عوناً ضخماً إلى إفريقيا. وتضم قائمة المانحين الأساسيين أيضاً البنك الدولي والهيئات التابعة له، والوكالة الدولية للتنمية، وصندوق التنمية الاقتصادية التابع للمجموعة الاقتصادية الأوروبية، وبنك التنمية الإفريقي وتابعه صندوق التنمية الإفريقي. ويقدم المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا مساعدات ماليةً إلى دول إفريقية.
    وتتلقى مصر عوناً خارجياً أكثر من أي دولة إفريقية أخرى، يُرد على هيئة فوائد تفرضها الدول الدائنة. ومن الدول الإفريقية الأخرى التي تتلقى عوناً خارجياً ضخماً إثيوبيا وكينيا والمغرب والسودان وتنزانيا.
    وقد ساعد العون الخارجي بلدان إفريقيا على تأسيس صناعتها وتحسين إنتاجيتها الزراعية وبناء المساكن والطرق والمدارس. كما زوَّد العون الخارجي بعض بلدان إفريقيا بالطعام والمؤن للتخفيف من حدة المجاعات الناتجة عن الجفاف والكوارث الطبيعية، وتلك التي تسببها الاضطرابات السياسية والحروب الأهلية.
    وعموماً، لم يكن العون الخارجي مفيداً على الدوام. وهنالك أنواعٌ من القروض تصاحبها فوائد باهظة أو تشترط أن يشتري البلد المتلقي للقرض معدات من البلد المانح. يحصل البلد المانح في كثير من الأحيان على فوائد كبيرة من البلد المتلقي. هذا علاوة على أنه يوظف العون، في بعض الأحيان، في بناء منشآت حكومية ضخمة كالسدود والطرق السريعة وما شاكلها من مشروعات قد لا يستفيد منها معظم الناس فائدة مباشرة

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 5:18 pm